لأمثال مونيكا بيلوتشي (1965 ــ الصورة)، كُتبت ملاحم التاريخ وقامت الحروب الضروس. من أجل عينيها فقط دُفنت طروادة، وعلى صدرها تبخّر وقار الرجال. لأنّها الأنثى الكاملة و«فينوس» العصور الحديثة، كُسرَت أعرق القواعد. في سن الخمسين، تستعدّ لإغواء جايمس بوند في فيلمه الجديد «سبيكتر».
تسجّل رقماً قياسياً كأكبر «فتاة بوند» عبر التاريخ، بعد أونور بلاكمان التي أدّت «بوسي غالور» في سن الـ 39. «مقارنةً بفتيات بوند السابقات، أنا أكبر عمراً وأكثر نضجاً. أفضّل تسمية امرأة بوند، أو سيّدة بوند ربّما»، تقول لمجلة Event البريطانية. عندما تلقّت اتصالاً من سام منديز، اعتقدت الإيطالية الفاتنة أنّها ستملأ فراغ جودي دينش في شخصية M الشهيرة. باغتها المخرج الإنكليزي: «للمرّة الأولى في التاريخ، سيقيم جايمس بوند علاقةً مع امرأة ناضجة. هذا المفهوم ثوري». إنّه كذلك بالتأكيد. لطالما كانت «فتاة بوند» حسناء مثيرة في العشرينات. المعيار الأزلي الذي رسّخته أورسولا أندريس، منذ خروجها من الكاريبي ببكيني أبيض مع سكين على فخذها في «دكتور نو» (1962 ــ الأخبار 25/10/2014).
استعان منديز بخدمات بيلوتشي لأنّها قريبة من سن دانيال كريغ (46 عاماً) الذي يلعب 007. سارعت إلى إخبار المخرج الأوسكاري انّ هذا يجعله «بطلاً بين النساء». ربّما يكون تعليقاً نسوياً، على الرغم من اعتراض الحركات النسوية الدائم على صورة المرأة في أفلام العميل البريطاني.
تنظر بيلوتشي إلى الجسد على أنّه آلة الممثل للعب الموسيقى. تحبّ التلوين مع مخرجين مختلفين والتماهي مع ثقافات متعدّدة. صوتها المشتعل قادر على إيصال الإيطالية والفرنسية والإنكليزية والإسبانية وحتى الفارسية. هكذا، سلّمت نفسها روحاً وجسداً لتقشّف الأفلام الصغيرة وملايين الإنتاجات الضخمة. من الكمال الأنثوي في «مالينا» (2000)، لتورناتوري والانتهاك الجسدي في Irreversible (عام 2002) لغاسبر نوي، إلى خصوصية بهمان قبادي في «موسم وحيد القرن» (2012)، مروراً بطهارة مريم المجدلية في «آلام المسيح» (2004) لميل غيبسون، جهدت بيلوتشي في إثبات نفسها.
عملت على رفع سقفها الفني، مثبتةً أنّها أكثر من مجرّد دمية تُلهب الأنفاس. هي سعيدة لأنّ السينما الأوروبية ما زالت قادرة على اجتراح أدوار لأيقونات في عمرها. هوليوود ليست كذلك. هناك، يبدأ كل شيء في التلاشي يوماً تلو الآخر.
في حديثها مع Event، تستفيض بيلوتشي حول اليوبيل الذهبي في وجود المرء: «كثير من النساء في سنّ الخمسين غير موجودات بالنسبة إلى الرجال، ولكن الأمور يجب ألّا تكون هكذا. تستحق التذكير بأنّ الانعكاس الخارجي آت من الداخل. عندما أذهب إلى البرازيل، أرى نساءً بعيدات عن النحول تماماً، ولكنهنّ يرقصن في الشوارع بكل أنوثة وإحساس، فتبدو أجسادهنّ رائعة الجمال. في أوروبا، نحن أكثر انغلاقاً، ونخاف من الانفتاح بهذا الشكل».
في آب (أغسطس) 2013، انفصلت مونيكا عن زوجها الممثل الفرنسي فينسنت كاسيل، بعد 14 عاماً من الزواج وابنتين. حالياً، تحوم الشائعات حول علاقتها برجل الأعمال الروسي الشهير تيلمان إسماعيلوف، إلا أنّها تنفي ذلك. «أين المشكلة في علاقة بين رجل يبلغ ثلاثين عاماً مع امرأة في الخمسين؟ إنّها مسألة طاقة وروح، ولا تتعلّق بالسن والجسد. الإثارة في العقل والمخيلة، لا في عمر الجسد». صاحبة الصور التي تمثل اجتياحاً على السوشال ميديا إثر كل جديد، تأكيداً للسحر الإيطالي بعد صوفيا لورين وكلوديا كاردينالي، تضيف: «لا يفاجئني أنّ الرجال ما زالوا ينجذبون لنساء مثل إيزابيل هوبير وكاترين دونوف وشارلوت رامبلينغ. يرون في جودي دينش الكثير من القوّة. إنّها طاقة هائلة آتية من الداخل، وهذا أمر ساحر. يبدو أنهنّ نساء من الطراز الذي لا يُنظر له بالعين. أتمنى أن أكون بهذا الغنى الداخلي، فيما أتقدّم في السن».