القاهرة ـ محمد شعيرقضت محكمة القضاء الإداري في القاهرة أول من أمس، بسحب جائزة التفوّق التي حصل عليها الشاعر المصري حلمي سالم العام الماضي، وإلزامه بردّ قيمتها المالية (9500 دولار)! ويأتي هذا الحكم على خلفيّة الدعوى التي رفعها الشيخ يوسف البدري بعدما نشر سالم قصيدة «شرفة ليلى مراد» في مجلة «إبداع»، وقد أثارت القصيدة جدلاً كبيراً بسبب ما عدّه عددٌ من رجال الدين سبّاً للذات الإلهية.
من جهته، صرّح وزير الثقافة فاروق حسني بعد صدور الحكم أنّ حلمي سالم حصل على الجائزة، بناءً على مجمل أعماله لا على القصيدة التي أثارت الجدل، وأضاف: «منح الجوائز يتم عبر عمل ديموقراطي، ولا أفهم كيف يمكن إدانة الديموقراطية؟». أما عماد أبو غازي، نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، فقال إنّه لم يطّلع على حيثيات الحكم حتى الآن، وسيطعن المجلس في الحكم. وأوضح أبو غازي لـ«الأخبار» أنّ ولاية مجلس الدولة تقتصر على القرارات والإجراءات الإدارية وما يشوبها من أخطاء، وليس من حقه التقييم العلمي أو الفني أو الأدبي. وأضاف: كما أنّ قرار منح الجائزة ليس قراراً إدارياً من سلطة المجلس، بل «يتم عبر تصويت سرّي بين أعضاء المجلس الذين يبلغ عددهم 60 مبدعاً وناقداً، ولا سلطة لنا عليهم».
يُذكر أنّ الشيخ يوسف البدري اشتهر بإقامة دعاوى على المثقفين في مصر وتكفيرهم وملاحقتهم، من بينهم جابر عصفور والروائي جمال الغيطاني والشاعر عبد المعطي حجازي.