نفّذت سلطات الاحتلال أمس مجزرة جديدة في قطاع غزة راح ضحيتها 9 فلسطينيين، بينهم أطفال، أعادت إلى الأذهان مجازر جباليا التي أودت بحياة نحو 120 فلسطينياً في شهر آذار الماضي، ولا سيما أنها تأتي بعد سلسلة من التهديدات الإسرائيلية أعقبت عملية ناحل عوز قبل أيام (التفاصيل ص 18-19). لم تنتظر إسرائيل طويلاً قبل تنفيذ تهديدها بـ«تصفية الحساب» مع «حماس». غارة على حي خزاعة قرب خان يونس أدّت إلى استشهاد مقاومين، وتوغّل في مخيّم البريج أسقط ستة شهداء، بينهم أطفال. وبين الغارة والتوغل كانت هناك عمليات اقتحام وتجريف، فيما كانت المقاومة تعلن التصدي و«قنص» أحد جنود الاحتلال، رغم أن الجيش الإسرائيلي لم يعترف بذلك.أجواء غزة مثّلت عملياً ختاماً لشهر الهدوء وحديث الهدنة ومفاوضاتها المصرية التي يبدو أنها سقطت عند تضارب الشروط بين المقاومة وإسرائيل. أجواء أحيت مشاهد المجزرة في جباليا وإمكان تكرارها في الأيام القليلة المقبلة، في ظل تصاعد الأصوات الإسرائيلية المطالبة بترسيخ «نظرية الردع» على الأقلّ في قطاع غزّة.
ردع لا يبدو ممكناً من دون اجتياح واسع للقطاع، وصولاً إلى إعادة احتلاله. مثل هذا السيناريو يبدو محكوماً باحتفالات الذكرى الستين لتأسيس الدولة العبرية، التي تسعى إلى إمراره عبر تأمين الحد الأقصى من الهدوء لـ«ضيوف» الاحتفال. مثل هذا الواقع تقرأه «حماس» جيداً، على ما يبدو، ولم يمنع توتّر العلاقة مع مصر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، من دعوة القاهرة إلى تجديد مساعيها للتهدئة على الجبهة الغزاوية.
تقديرات بدا أن السلطة الفلسطينية تقرأها أيضاً، إذ حذّرت، على لسان المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، من «صيف ساخن» تشهده المنطقة.