جلسة الثلاثاء بحكم المؤجَّلة والموالاة تعوّل على «الاجتماع اللبناني» في الكويتبات من المؤكد أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري سيصدر خلال اليومين المقبلين بياناً يعلن فيه تأجيل الجلسة النيابيّة المقرّرة الثلاثاء المقبل لانتخاب رئيس الجمهوريّة بسبب عدم حصول أيّ اتّفاق بين الموالاة والمعارضة على تنفيذ المبادرة العربية التي تشهد جموداً يزيد منه غياب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى المكلف من القمة العربية الاستمرار في بذل الجهود لدى المعنيين لتنفيذها. وقد زادت في تعقيد الموقف زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ولش إلى بيروت، الذي تجاوز خلالها المبادرة العربية الى المطالبة بانتخاب سريع لرئيس الجمهورية. كذلك تجاوز مبادرة بري الحوارية الهادفة الى دعم المبادرة العربية عبر حوار بين الموالاة والمعارضة في الموضوعين الخلافيين: الحكومة وقانون الانتخاب.
وقد غادر ولش بيروت إلى السعودية التي ينتظر بري أن يتلقى منها موعداً للقاء الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز. وقالت مصادر مطلعة على موقف بري لـ«الأخبار» إنه بات يفضّل أن تتم زيارته للسعودية بعد مرور بعض الاستحقاقات العربية والاجنبية، ومنها زيارة الرئيس المصري حسني مبارك لفرنسا والاجتماع الذي سيُعقد من أجل لبنان على هامش المؤتمر الدولي حول العراق في الكويت الثلاثاء المقبل. وأشارت المصادر إلى أنّ برّي سيتّخذ في ضوء هذه الاستحقاقات خطوات تتعلّق بمبادرته التي لا يزال متمسّكاً بها لأنّه لا يرى أمام فريقي الازمة من مفر إلا التوافق.
ورشح من اللقاءات التي عقدها ولش مع فريق الموالاة أن المسؤول الأميركي حرّض على عدم تقديم أي تنازلات للمعارضة، ما لم يتم انتخاب رئيس الجمهورية أولاً، وبلغ به الأمر حد التهديد بعدم السكوت عن التأخر الحاصل في هذا الانتخاب، محاولاً استثارة المسيحيين وتأليبهم على رئيس «تكتّل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون باتهامه من دون أن يسمّيه بـ«تقسيم» المسيحيين، في موازاة اتهامه برّي بتعطيل إجراء انتخابات الرئاسة عبر «إقفال» مقر المجلس النيابي.
وفي الوقت نفسه، ذهب رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع بعد اجتماعه مع ولش الى التلويح بخيارات ستلجأ إليها الموالاة بعد جلسة الثلاثاء المقبل إذا لم يُنتخب رئيس خلالها، ومنها انتخاب هذا الرئيس بالاكثرية المطلقة أو توسيع الحكومة أو ترتيبها. لكنه اعترف بأن هذه الخيارات «دقيقة وصعبة».
الى ذلك، قال وزير الاتصالات مروان حمادة لـ«الأخبار» إن ولش حمل من بيروت إلى واشنطن في ختام محادثاته إصرار الموالاة على انتخاب رئيس الجمهورية أولاً، وطلبها الاستمرار في دعم الجيش اللبناني والدولة وماليتها واقتصادها، وأكد أنه «لم يتخلل المحادثات أي كلام معادٍ لحزب الله وفريق المعارضة عموماً».
وأشار حمادة إلى أن ولش جاء إلى بيروت ليستطلع الأجواء قبل الاجتماع الخاص بلبنان الذي سيعقد على هامش المؤتمر الدولي حول العراق. وأضاف «إن زيارة ولش لم تلغِ المبادرة العربية، فهذه المبادرة تبقى لُبّ الحل وأي حل سيكون من ضمنها ولن يحصل شيء خارج العرب او بمعزل عنهم».
ولفت حمادة إلى أن موسى لن يزور بيروت في هذه الأيام، لكنه قد يزورها بعد اجتماع الكويت. وقال إن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة الثلاثاء المقبل هي في حكم المؤجلة «إلا إذا قررت إحدى الكتل، وتحديداً كتلة الرئيس نبيه بري، النزول إلى المجلس والمشاركة في انتخاب الرئيس».