محمد عبد الرحمنبعد نجاح «الملك فاروق»، هل تتحوّل معركة الدراما المصرية في رمضان المقبل إلى معركة رؤساء؟ السؤال يطرح اليوم في كواليس الوسط الفني في القاهرة، بعدما أطلق أكثر من مؤلف درامي مشروع استعادة سيرة أحد رؤساء مصر.
وبينما يستعدّ المخرج باسل الخطيب لبدء تصوير «ناصر» عن حياة الرئيس جمال عبد الناصر، أطلق وليد يوسف مشروع مسلسل عن محمد أنور السادات. وهو يؤكد أنه سيقدم شهادة درامية متوازنة عن الرجل الذي وقّع أول معاهدة سلام مع إسرائيل. لكن سيف سرعان ما أعلن أنه يفكر في الوقت نفسه بتقديم سيرة حسني مبارك تلفزيونياً، منذ كان طياراً في القوات المسلّحة. وأشار إلى أنه سيسند الدور إلى نور الشريف، مؤكداً أن مشروع السادات قد يؤجل، إذا أتت الموافقة على مسلسل مبارك.
في هذه الأثناء، أعلن السيناريست محسن الجلاد (مؤلف مسلسل «قضية رأي عام»)، أنه يعكف على كتابة الحلقات الأخيرة من «السادات بطل الحرب والسلام». وأوضح أن العمل ستنتجه شركة «الجابري» التي تنتظر إنهاء السيناريو حتى تبدأ رحلة البحث عن الأبطال والمخرج المناسبين. وقال الجلاد إنه اختار عنوانين مبدئيين للعمل («السادات بطل الحرب والسلام» و«السادات زعيم عشق تراب مصر»)، على أن يقدم معلومات لم تنشر سابقاًوأكد أن المسلسل سيبدأ من حفلة تخرّج السادات من الكلية الحربية وينتهي مع وفاته، مشيراً إلى أن الشركة رصدت حوالي 25 مليون جنيه (4 ملايين ونصف مليون دولار تقريباً) للميزانية، «لأن العمل سيصور بأسلوب سينمائي بين مصر وكامب ديفيد وبلاد الشام». لكن السادات ما زال يثير الجدل حتى اليوم... ليس فقط على مستوى علاقات مصر الخارجية، وزيارته إلى القدس، وما سجّلته من تبعات، بل إن كثيرين يحمّلونه مسؤولية تصاعد قوة الجماعات الإسلامية التي اغتالته في يوم النصر عام 1981، إضافة إلى انتهاجه سياسة انفتاح اقتصادي، لم تحمِ الموارد الوطنية. بينما يكتفي مؤيدوه بالإشارة إلى «نصر أكتوبر، وانفتاحه على الدول الغربية، وخصوصاً أميركا»، للدلالة على إنجازاته. فأي خط سيتبنى العمل؟ يجيب: «سيظهر السادات بشكل موضوعي من دون مجاملة أو تحامل... هو زعيم مصري نفتخر بمواقفه. علماً بأن الضباط الأحرار سيظهرون جميعاً في المسلسل». وأكد أنه سيتناول صراعات السادات مع المعارضة، وعلاقته بالأقباط والإخوان. الجلاد يبدو إذاً منحازاً إلى السادات، ويوسف يراهن على تقديم شهادة متوازنة، فأي من العملين يبصر النور أولاً؟ وهل ينجحان في الصمود أمام «ناصر» الذي كتبه يسري الجندي؟ وأين مسلسل مبارك من كل هؤلاء؟