تقرير الاستخبارات السنوي يشير إلى «معقوليّة مرتفعة لاشتعال متجدّد في مواجهة حزب الله»ظلّلت غيوم الحرب تقدير أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لعام 2008، الذي صبّ تركيزه على جبهات لبنان وسوريا وإيران، في ظلّ مساعٍ مصرية ــــ أميركية ــــ إسرائيلية حثيثة وغير مسبوقة لتثبيت تهدئة في قطاع غزة مع حركة «حماس»، بعد عدوان «الشتاء الساخن» الذي شنّته الأسبوع الماضي.
مساعٍ تطرح أكثر من علامة استفهام، ولا سيما لجهة الاضطلاع الأميركي غير المباشر بها، وتزامنها مع «التهديدات» التي تحدّث عنها التقرير الاستخباري الإسرائيلي الذي قُدّم إلى حكومة إيهود أولمرت أمس.
العرض الاستخباري الذي قدّمه ممثّلو «أمان» و«الشاباك» و«الموساد»، أشار إلى «معقولية مرتفعة لاشتعال متجدّد في مواجهة حزب الله». وشدّد على أن ترجيح الحرب يرتفع «في حال حصول اشتعال على جبهة أخرى مثل قطاع غزة». ورأى أن «التهديد الاستراتيجي والرئيس على إسرائيل مصدره إيران». وأشار إلى «توثّق التعاون والتنسيق العسكري بين إيران وكلّ من سوريا وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية».
وقدّم التقرير تصوّراً للحرب المقبلة، ورأى أن الدور الحاسم فيها، بحسب رؤية كل من إيران وسوريا، سيكون للسلاح الصاروخي وليس للتفوق البري والجوي، ولذلك «تخوض سوريا عملية تسلّح متسارعة، وهي في طور تطوير واستيعاب قدرات عملانية تتعلق بصواريخ بعيدة المدى، الهدف منها ضرب الخاصرة الإسرائيلية الرخوة، أي الجبهة الداخلية المدنية».
وقلّل التقرير من «فرص انفصال سوريا عن محور التطرّف» في المنطقة بزعامة إيران، ورأى أنّ فرصاً كهذه تكاد تكون معدومة، «إلا إذا كان الثمن استعداد إسرائيل لإعادة الجولان إلى سوريا، إضافة إلى موافقة أميركية على استئناف الحوار معها».
«معقولية» الحرب مع حزب الله تدعمها التسريبات الإسرائيلية للتحقيقات في العملية الفدائية في القدس الغربية المحتلة، الخميس الماضي، والتي تشير إلى دور لحزب الله في العملية عبر «خلايا نائمة» في الداخل الإسرائيلي.
وكانت وكالة «رويترز» قد تحدّثت أول من أمس عن «ضوء أخضر» من واشنطن للقاهرة من أجل التوصّل إلى تهدئة في قطاع غزة، تهدئة يبدو أنها باتت أمراً واقعاً، وخصوصاً أن القطاع عاش خلال الأيام الثلاثة الماضية حال سكينة أمنية غير مسبوقة، إذ لم يشهد تحليق طيران إسرائيلي ولم يُطلق سوى صاروخ واحد على الأراضي المحتلة عام 1948.
ولهذه الغاية، أجرى المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس جلعاد، محادثات في القاهرة التي من المقرر أن يزورها وفد من «حماس» و«الجهاد الإسلامي» اليوم.