دخلت «تهدئة أمر الواقع» في غزّة يومها الرابع، أمس، من دون خروقات تذكر، وسط حديث عن «قواعد لعبة» جديدة تحكم المواجهة بين «حماس» وقوات الاحتلال الإسرائيلي، تمهيداً لـ«اتفاق» لا يزال المسؤولون الإسرائيليون مصرّين على استبعاده، فيما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنّ الإعلان عنه قد يتم «خلال الأيام المقبلة».وبدا أن طرفي المواجهة حريصان في المرحلة الحالية على عدم خرق حال السكينة التي يعيشها قطاع غزة، التي قال مسؤولون إسرائيليون إن زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى المنطقة الأسبوع الماضي أرستها، لاعتبارات لم يُفصح عنها. إلا أن الإعلان عن زيارة نائب الرئيس الأميركي، ديك تشيني، إلى المنطقة لـ«تطمين الحلفاء» بشأن السلام وخطر إيران، قد يلمّح إلى الغاية الأميركية من ترسيخ الهدوء على الجبهة الجنوبية الإسرائيلية.
إلى الآن، لا يزال المسؤولون الإسرائيليون ينفون التوصل إلى اتفاق. نفي يتطابق مع واقع أن أي اتفاق لم يعلن عنه بعد، لكن مصادر فلسطينية مطلعة كشفت لـ«الأخبار» عن أن حال الهدوء تندرج في إطار «تهدئة مؤقتة»، وافقت عليها فصائل المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال، بناءً على طلب مصري وبضوء أخضر أميركي، إلى «حين بلورة اتفاق تهدئة شاملة خلال الأسابيع القليلة المقبلة».
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن «قواعد لعبة جديدة» تم تحديدها وتتضمن ثلاثة مستويات: إذا أوقفت فصائل المقاومة إطلاق الصواريخ تماماً سيوقف الجيش عملياته العسكرية في قطاع غزة. القصف على سديروت ومحيط غزة سيُردّ عليه بهجمات جوية. والقصف على عسقلان سيُردّ عليه بعمليات اجتياح برية.
في هذا الوقت، تحدّث الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان عن «اتفاق مبدئي» للتهدئة، موضحاً أنه قد يُعلن عن «صفقة» في هذا الشأن في «الأيام المقبلة». وأشار إلى أن «حماس طلبت أن يُحمى قادتها هي و(حركة) الجهاد (الإسلامي)، من الإسرائيليين». إلا أن المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، هاجم عباس، نافياً أن تكون الحركة أوقفت إطلاق الصواريخ مقابل عدم استهداف قادتها.