القاهرة ـ خالد محمود رمضانكشفت مصادر عربية واسعة الطلاع لـ«الأخبار» أمس، أن تراجع الرئيس السوري بشار الأسد عن توجيه دعوة رسمية إلى نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد لحضور قمّة دمشق بصفة مراقب، كما كان متوقعاً، يأتي على خلفية قلق سوريا من محاولات سعودية وليبية ومصرية لربط العلاقات السورية ـ الإيرانية بالملف اللبناني.
وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، أن سوريا اتخذت قرارها في ضوء مداولات وزير خارجيتها وليد المعلم مع عدد من نظرائه العرب خلال الاجتماع الأخير لمجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة في الخامس من الشهر الجاري. وأشارت إلى أن المعلّم ردّ حينها على اتهامات عربية لبلاده بتأثيرات سلبية لعلاقاتها مع إيران على الملف اللبناني، بالقول: «إن هذا الكلام الذي يردده البعض ليس نتاج رؤى ومواقف عربية، بل هو إملاءات خارجية تستهدف جعل إيران عدوة للعرب وتصويرها بأنها دولة لا تنفك تتدخل في الشؤون العربية».
وكشفت المصادر عن أن البند الخاص بمناقشة العلاقات العربية ـ العربية، الذي أدرج على جدول أعمال القمّة، مرتبط بمحاولة ليبيا إثارة خلافاتها مع السعودية وإقناع القمّة العربية المقبلة بأخذ موقف سلبي من الرياض على خلفية الملاسنة الشهيرة في قمة شرم الشيخ عام 2003 بين ولي العهد السعودي آنذاك الأمير عبد الله والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.
وأوضحت المصادر أن وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، رفض محاولة من الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، للجمع بينه وبين نظيره الليبي عبد الرحمن شلقم في إطار ثنائي ومباشر، لكنه وافق على حضور جلسة بمشاركة عدد من وزراء الخارجية العرب.
ونقلت المصادر عن الفيصل قوله لشلقم: «نحن نرى أن ملف ما حدث في قمة شرم الشيخ منتهٍ»، مشيراً إلى أنه «كان بإمكان القذافي الرد في تلك القمة على كلام الأمير عبد الله، لكنه لم يفعل ذلك». وأضاف: «لذلك نحن لا نرى أن هناك شيئاً يمكن مناقشته في هذا الملف»، مشيراً إلى أن بلاده «عفت عن المتورطين الليبيين في محاولة اغتيال» عبد الله.
وكشفت المصادر أيضاً عن أن ليبيا بدأت تتخذ موقفاً سلبياً من إيران داخل الاجتماعات العربية إلى درجة أن الفيصل توجه إلى حيث يجلس شلقم لتهنئته على حديثه خلال الجلسة المغلقة والسرية لوزراء الخارجية العرب، والذي تضمن انتقادات حادة للدور الإيراني في العراق ولبنان.
وفسرت المصادر الموقف الليبي بأنه «بسبب استياء طرابلس من مماطلة إيران في التأثير على حلفائها اللبنانيين لإنهاء ملف الإمام موسى الصدر». وقالت إن ليبيا تلقت وعوداً إيرانية في هذا الصدد، لكن طهران لم تلتزم بها أو تنفذها. وأشارت إلى أن أحمد قذاف الدم، ابن عم العقيد معمر القذافي، طلب قبل نحو شهرين من سوريا التدخل في الإطار نفسه، لكن الرئيس الأسد أبلغه أن الملف يحتاج إلى «تعاون ثلاثي بين دمشق وطهران وطرابلس وبتأييد الأطراف اللبنانية المعنية».
إلى ذلك، حصلت «الأخبار» على مشروع جدول أعمال قمة دمشق، الذي يشير إلى أن ملف لبنان سيكون حاضراً بقوة في مداولات القمة تحت عنوان «التضامن مع لبنان ودعمه بناءً على طلب الأمانة العامة للجامعة العربية».