الفيصل يخشى على «وحدة لبنان واستقلاله»... وكوشنير يستبعد انتخاباً قبل القمةالقاهرة ـ الأخبار
ساد أمس تشاؤم عربي ومحلّي من إمكان انتخاب رئيس في موعد الجلسة النيابية المقبلة، فيما بدا أن مستوى الوساطات العربية في طريقه إلى الارتفاع، بعدما كشفت مصادر مصرية مطّلعة لـ«الأخبار» عن اتجاه الرئيس المصري حسني مبارك إلى فتح حوار خلال اليومين المقبلين مع نظيره السوري بشار الأسد لاستئناف جهود الوساطة المجمدة بين دمشق والرياض. وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، أن مبعوثاً مصريّاً لم تكشف هويته قد يتوجه إلى العاصمة السورية قريباً لتسليم رسالة من مبارك إلى الأسد تتمحور حول ضرورة إفساح المجال لانتخاب رئيس جديد للبنان، خلال الجلسة التي سيعقدها مجلس النواب اللبناني في الخامس والعشرين من الشهر المقبل. ولا تبدي الأوساط الرسمية والدبلوماسية في مصر والجامعة العربية أي تفاؤل بإمكان انتخاب رئيس قبل القمة العربية، يومي التاسع والعشرين والثلاثين من الشهر الجاري. ورأت مصادر مصرية وعربية أن «لا مؤشرات على إمكان حدوث اختراق وشيك في ملف الاستحقاق الرئاسي في لبنان»، مستبعدة في الوقت نفسه استئناف الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، جهوده لإقناع الأفرقاء اللبنانيين بالاتفاق.
وقالت المصادر إن «موسى مستعد في أي لحظة للتوجه إلى بيروت، لكن ذهابه إلى هناك مرتبط بظهور مؤشرات إيجابية توحي بتغيير في المواقف لبعض الأطراف اللبنانية». وشدّدت على أن الوقت القليل الباقي على اجتماع مجلس النواب والقمة العربية في دمشق لا يكفي لحدوث ما وصفته بـ«معجزة سياسية يحتاج إليها اللبنانيون الآن قبل أي وقت آخر».
وفي مؤشّر إلى التسليم العربي باستبعاد إجراء انتخاب قبل القمّة، عبّر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل عن أمله أن تكون القمة العربية «قمّة حل القضية اللبنانية»، محذّراً من تأثير الأزمة سلباً على «وحدة لبنان».
وقال الفيصل للصحافيين بعد وصوله إلى الجزائر، «نأمل أن تكون قمة دمشق قمة تحلّ فيها القضية اللبنانية، وأن تنتهي إلى هذا الحد». وأضاف أنه سيبحث هذه المسألة مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من أجل الوصول «إلى تصور مشترك بشأن كيفية الخروج من الأزمة بأقل ضرر ممكن للبنان، وبما يحفظ وحدة الدول العربية».
وقال الوزير السعودي «في الواقع، غير مفهوم لماذا تبقى هذه المشكلة قائمة إلى هذا الوقت، بالرغم من التدخّل الذي حصل من كثير من الأطراف، وخصوصاً من الجامعة العربية». وتابع: «بالرغم من أن حلولاً عادلة قدّمت إلى هذه المشكلة، إلا أنها لا تزال تراوح مكانها، وتهدد بالتأثير السلبي على وحدة لبنان واستقلاله وسيادته على أراضيه».
وفي السياق، شدّد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، على أن القمة العربية ستكون «قمة التضامن العربي وتوحيد الرؤى والمواقف لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية». ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن المعلم تأكيده أن «سوريا أنجزت كل ما يتعلّق بالترتيبات اللازمة لانعقاد القمة العربية في موعدها المحدد».
وفي باريس، رأى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن القمة العربية ستنعقد في نهاية الشهر، مستبعداً حصول انتخاب رئيس لبناني قبلها. وقال: «للأسف الشديد، لا أعتقد بإمكان حصول شيء قبل قمة دمشق، وآمل أن أكون مخطئاً تماماً».
وأضاف كوشنير، في مؤتمر صحافي استثنائي، «لا أعرف ما إذا كنت متفائلاً أم لا»، مشيراً إلى «أن الاتفاق على انتخاب مرشح الأكثرية الذي هو أيضاً مرشح المعارضة هو أمر مهم».