برز التغيّر السياسي في المزاج الشعبي في العراق من خلال ظاهرة تغيير أسماء المدن. ويمكن اعتبار أحد أحياء شرق العاصمة بغداد المعروف اليوم بـ«مدينة الصدر»، نموذجاً على هذا التقلّب الذي تعدّدت أسبابه عبر المراحل التاريخيّة لبلاد الرافدين.و«مدينة الصدر» اليوم، معقل التيار الصدري، كان اسمها «مدينة صدّام»، ولكنّها في بداياتها حملت اسم «مدينة الثورة»، عندما بناها عبد الكريم قاسم بعد وصوله إلى الحكم في نهاية العقد الخامس من القرن الماضي. وكانت هذه المدينة معقلاً للشيوعيّين في الخمسينيات والستينيات، رغم أنّها لم تكن بمساحتها الآن. ويدلّ هذا إلى أنّ أنصار التيار الصدري، هم بغالبيتهم «أبناء وأحفاد» الشيوعيّين، الذين خذلتهم سياسات «الشيوعي»، إضافة إلى القمع غبر المسبوق الذي تعرّضت له جماهيره خلال عهد صدّام.