الحريري يدعو لانتظار زيارة تشيني إلى الرياض والسنيورة قد يستبدل مشاركته في القمّة بإلقاء كلمة
توقف الاهتمام الداخلي أمس عند نقطتين: الأولى تتّصل بالموقف النهائي من مشاركة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في القمة العربية، فيما تركّز الثانية على ما يمكن أن يبادر إليه طرفا الأزمة في بداية الشهر المقبل، وذلك في ظل غياب إشارات إلى حلول قريبة، ووسط تركيز من جانب فريق السلطة على العمل لترميم الوضع الحكومي من خلال تعيين وزراء جدد أو توسيع الحكومة لضم شخصيات شيعيّة إليها.
وذكرت مصادر متابعة أن السعودية لن تتّخذ موقفاً نهائياً من ملفّ القمّة العربية ومن الأزمة اللبنانية قبل إجراء محادثات مع نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني الموجود في المنطقة. وقد أبلغ النائب سعد الدين الحريري شخصيات لبنانية التقاها في دولة خليجية بأن موقف 14 آذار المبدئي هو مقاطعة القمة، ولكن ينبغي انتظار زيارة تشيني للرياض من جهة، والمشاورات الجارية بين مصر والسعودية، من جهة أخرى. وسوف يكون الموقف قريباً جداً من قرار قيادتي هذين البلدين.
من جانبه، توقّع الرئيس نبيه بري، بحسب ما نقل عنه زوّاره، دخول الأزمة مرحلة جمود إلى ما بعد القمة العربية. وقال إنه «بالنسبة إلى موضوع رئاسة الجمهورية، يمكن أن نصل في 25 الجاري إلى نتيجة إذا حصل توافق بين السعودية وسوريا. أمّا بعد هذا التاريخ، فننتظر نتيجة القمة». وقال زوار بري إنه أبلغ نائبي 14 آذار أيمن شقير وسيرج طور سركيسيان اللذين زاراه أمس وفاتحاه في موضوع عقد جلسة لمجلس النواب مع بدء العقد التشريعي العادي الأول، بأنه لا يمانع انعقاد جلسة مناقشة وتشريع، لكنه اشترط عدم حضور الحكومة هذه الجلسة لأنها غير شرعية وغير دستورية.
إلى ذلك، قال أحد أقطاب 14 آذار لـ«الأخبار» إن أي تطور إيجابي لم يطرأ على صعيد إمكان انتخاب رئيس للجمهورية قبل قمة دمشق، «ولكننا نأمل شيئاً ما». وأشار إلى تحرك يقوم به في هذا الإطار الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
ولفت هذا القطب إلى أن التوجه لدى فريق الموالاة في شأن تلبية الرئيس السنيورة الدعوة السورية إلى القمة العربية لا يزال «توجّهاً إلى المقاطعة ما لم يحصل انتخاب رئيس للجمهورية قبل انعقاد هذه القمة». كذلك لفت إلى أن التوجه السعودي والمصري حتى الآن هو عدم حضورهما.
من جانبه، أكد الوزير جان أوغاسبيان أن هناك بحثاً في مخرج لأزمة حضور القمة، من خلال تكليف من يذهب لإلقاء كلمة اللبنانيين، لا للمشاركة الفعلية في القمّة العربية. ونفى طرح المجلس لأي اسم لتنفيذ هذه المهمة، فـ«مستوى حضور لبنان لا يزال قيد البحث، وهو رهن موقف الحكومة النهائي من القمّة»، مشدّداً على أنّ جوّ الوزراء بمعظمهم يعارض مشاركة كاملة في دمشق.
ويبدو أن الجميع ينتظر تحركات مرتقبة لأقطاب من فريقي الموالاة والمعارضة بعد القمة العربية، إذ يجاهر أقطاب من فريق 14 آذار بالبحث في إمكان تعيين وزراء مسيحيين. وتفيد المعلومات بأن الأمر يتعلق بتوفير دعم لحجم الحكومة لمنع إسقاطها بالاغتيالات أو غيرها من الوسائل، ولتوفير نصاب الثلثين إذا تقرر السير بعدد من الخطوات.
وتورد المصادر أن فريق 14 آذار ينتظر الضوء الأخضر من الجانبين السعودي والأميركي قبل الإقدام على خطوة توسيع الحكومة، بغية جعلها تنتقل من مرحلة تصريف الأعمال إلى مرحلة المبادرة، في ظل عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وأنه تم إقناع البطريرك الماروني نصر الله صفير بتوفير تغطية لمثل هذه الخطوة، فيما جرت الاستعانة بالسفارة الأميركية لتشجيع شخصيات شيعية معارضة لتحالف أمل وحزب الله للانتماء إلى هذا المحور، علماً بأن السنيورة يدعو إلى عدم استفزاز الشيعة من خلال تعيين بدلاء من الوزراء المستقيلين، وأنه إذا تقرّر توسيع الحكومة إلى ثلاثين، فسوف يُعيَّن وزير شيعي إضافي.
يأتي ذلك بعد الاجتماع الذي عقدته القائمة بالأعمال الأميركية ميشال سيسون مع عدد من الشخصيات الشيعية الذين تصنّفهم السفارة بأنهم ليسوا على علاقة مع حزب الله، وبينهم وبين رئيس المجلس خلافات كبيرة. ومع أن البعض من الحاضرين قال إنه فوجئ بأن الدعوة محصورة بالشيعة، إلا أن هؤلاء أكدوا حديث الدبلوماسية الأميركية عن «تطورات مرتقبة وعن ضرورة تنمية القدرات الشيعية المكبوتة والاستعداد للقيام بأدوار على الصعيد الوطني».