السنيورة يتّجه للمقاطعة وبرّي يمنح المبادرات المحليّة والعربيّة أربعة أسابيع والأكثريّة ترفض مبادرة قطر
ترك الإعلان السعودي عن خفض مستوى تمثيله في القمة العربية الى درجة سفير، أصداءً سلبية لدى القيادة السورية ولدى قيادات عربية أخرى، فيما أبلغت مصادر سورية مطلعة «الأخبار» أن أكثر من 14 زعيماً عربياً سوف يشاركون في القمة، وأن مصر لم تعلن موقفها النهائي بعد، رغم تسريبات عن نيّة الرئيس حسني مبارك الوقوف على خاطر المملكة السعودية وتكليف مسؤول مصري كبير تمثيله في القمة.
وحسب المصادر نفسها، تبلّغت دمشق تثبيت حضور كل من زعماء: الكويت، اليمن، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، قطر، السودان، العراق، الجزائر، تونس، ليبيا، فلسطين، الصومال، موريتانيا، جيبوتي وجزر القمر. كما ان جواب ملك البحرين سوف يصدر اليوم أو غداً، علماً بأنه أجرى اتصالات مباشرة بالقيادة السورية معلناً تضامنه مع القمّة. ولفتت المصادر الى أن سلطنة عُمان درجت على عدم حضور القمم بشخص السلطان قابوس، وكذلك ملك المغرب الذي سيرسل ولي عهده ووفداً كبيراً.
ويبدو أن المسائل البروتوكولية الخاصة بجلسة الافتتاح حلّت، وهناك تجارب سابقة تتيح لرئيس الدولة المضيفة تسلّم رئاسة القمّة تلقائياً وإدارتها في حال غياب زعيم الدولة التي كانت تتولى رئاسة القمة، وبالتالي فإن الرئيس بشار الأسد لن يتسلم القمة من المندوب السعودي الذي قد لا تتاح الفرصة أمامه لإلقاء كلمة في الجلسة الافتتاحية، علماً بأنه تقرر إبلاغ ضيوف القمة الحاضرين على مستوى وزراء الخارجية أنه لن يتم إدراج كلمات لهم في الجلسة الافتتاحية التي يفترض أن يتحدث فيها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والرئيس الأسد. ولم يُحسم بعد ما إذا كانت الجلسة الافتتاحية سوف تشهد إلقاء كلمات لقادة آخرين.
لبنان
وإذ بقي مقعد لبنان فارغاً خلال اجتماع المندوبين الدائمين للجامعة العربية في دمشق لبحث الملفات الاقتصادية المطروحة على القمّة، فإنّ مصادر رسمية لبنانية قالت إن قرار حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بشأن المشاركة في القمة سوف يُتّخَذ خلال الساعات الـ24 المقبلة، مرجّحة كفة الفريق الداعي الى المقاطعة، فيما تحدثت مصادر دبلوماسية عربية عن أن السنيورة أجرى سلسلة من الاتصالات تخللها اتصال بالرياض التي وضعته في أجواء قرار خفض مستوى التمثيل. واستبعدت المصادر أن «يجرؤ فريق الموالاة على اتخاذ قرار معاكس لقرار السعودية رغم أن جهات عربية تنصحه بإرسال مسؤول يمثل لبنان». وهو احتمال أشارت إليه مصادر حكومية في بيروت.
وكان موسى قد دعا فور وصوله إلى مطار دمشق الدولي، أمس، المسؤولين اللبنانيّين إلى حضور قمّة دمشق. وقال «أرجو ألّا يتغيّب لبنان عن باقي الاجتماعات (في إشارة إلى تغيّب لبنان عن اجتماع المندوبين)، والقمّة العربيّة ستُعقَد في دمشق بحضور الوفود كلّها على المستويات التي تقرّرها دولها».
وبدت دمشق غير مكترثة للغياب السعودي، وقال مسؤول سوري رفيع المستوى لـ«الأخبار» إن غياب الملك عبد الله «كان متوقعاً»، رافضاً ربط موقف الرياض بتعقيد الأزمة اللبنانية، مشيراً إلى ضرورة «الاجتماع لوضع حل للمشاكل». وقال إن «سوريا لا تستطيع أن تعيِّن رئيساً للبنان»، مشدداً على أن الوضع اللبناني «هو في قائمة المشاكل الشائكة على مستوى المنطقة وقد لا يكون في الأفق حل سريع لها».
مبادرات ما بعد القمّة
الى ذلك، بقيت الساحة الداخلية في حالة من الركود في انتظار تبلور مجموعة من الاتصالات ربطاً بنتائج القمّة العربية، حيث يُتوقّع تصعيد في التوتّر بين السعودية وسوريا. وكان الرئيس نبيه بري قد أعلن سلسلة من الاتصالات العربية والدولية يقوم بها في سياق الإعداد لمبادرة دعوة الأطراف الى استئناف طاولة الحوار، وهو أعطى لنفسه هامشاً كبيراً من الوقت بتأجيل جلسة انتخاب الرئيس الى الثاني والعشرين من الشهر المقبل. وكان لافتاً «المقاربة الهادئة» للملفّ الداخلي من جانب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه امس في ذكرى أربعين القائد العسكري في المقاومة الشهيد عماد مغنية. وتحدثت مصادر في المعارضة عن أن آخر الاتصالات التي أجرتها قطر مع عواصم عدة ومع جهات لبنانية انتهت الى المبادرة نفسها التي تقول بانتخاب العماد ميشال سليمان وتأليف حكومة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة على أن توزَّع المقاعد مثالثة، وإطلاق بحث في قانون الانتخابات يكون أساسه قانون عام 1960. لكن لم تبرز معطيات تشير الى قبول فريق الأكثرية بهذه المبادرة.