تنطلق اليوم في دمشق أعمال القمّة العشرين لجامعة الدول العربية، وسط حال من الخلاف انعكست مجدّداً على مستوى حضور القادة، فيما وجّه الرئيس فؤاد السنيورة رسالة إلى القمّة، مطالباً وزراء الخارجية العرب بعقد اجتماع في بيروت لبحث العلاقات اللبنانية ـ السورية، وهو ما تجاهله وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي قال إنه «لم يكن لديه وقت» لسماع كلمة السنيورة (تفاصيل صـ 2 ـــ 3 ــ 4 ــ 5).ورغم هذه الأجواء، أصرّ نائب الرئيس السوري فاروق الشرع على اعتبار أن القمّة ستعمل بجدّ «لمنع المزيد من التدهور في الوضع العربي»، إلا أنّه أقرّ بأنّ «الآمال متواضعة»، مشيراً إلى أنّ المرحلة المقبلة «ليست سهلة».
وفيما يترقّب المشاركون وغير المشاركين كلمة الرئيس السوري بشار الأسد في الجلسة الافتتاحية اليوم، قالت مصادر في دمشق لـ«الأخبار» إن خطاب الأسد سيكون «هادئاً وواضحاً وحازماً». وأضافت انه «لن يتضمّن أي إشارات بالأسماء لأحد». وتابعت أنّه في ما يتعلّق بلبنان، سيؤكّد الرئيس السوري تأييد المبادرة العربية ورغبة سوريا في علاقات جيّدة مع لبنان.
وأوضحت المصادر أنّ الأسد سيتناول في كلمته موضوع فلسطين والعلاقات العربية ـ العربية، مشيرة إلى أن كلمته «ستكون موجهة إلى الشارع العربي، لا إلى القادة».
وفي جديد الغياب عن القمّة، أعلن أمس أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح سيوفد نائبه إلى دمشق، وهو ما فسّرته مصادر بأنّه انعكاس لتأزّم «إعلان صنعاء» الموقّع بين «حماس» و«فتح». وعلمت «الأخبار» أنّ وزير الخارجيّة اليمني أبو بكر القربي التقى رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، ليؤكّد له أنّ غياب صالح ليس تنصّلاً من الإعلان.
كذلك علمت «الأخبار» أن الأسد التقى مشعل والأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان عبد الله شلّح وعرض معهما الوضع الفلسطيني وموضوع القمّة العربية.
ورغم أن غياب الملك الأردني عبد الله الثاني كان متوقّعاً، كانت الأنظار تتّجه إلى مستوى التمثيل الذي رجّحت الكثير من المصادر أن يقع على وزير الخارجية صالح البشير، ولا سيما أنه شارك أول من أمس في اجتماعات وزراء الخارجية. إلا أن عمّان خبّأت مفاجأتها إلى اللحظة الأخيرة لتعلن الاقتداء بالسعودية، وإيفاد مندوبها لدى الجامعة عمر الرفاعي، في خطوة قد تثير أزمة في العلاقة الأردنية ـ السورية بعد انفراجة في تشرين الثاني الماضي.
كلمة السنيورة
وكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قد وجّه مساء أمس كلمة متلفزة الى القادة العرب، طالب فيها بعقد اجتماع خاص لوزراء الخارجية العرب «في أقرب وقت ممكن» لبحث موضوع العلاقات اللبنانية ـ السورية. وهاجم سوريا بشدة متّهماً إيّاها بالقيام بدور رئيسي في احتدام أزمة لبنان، وبالتدخّل المستمر في شؤونه والإسهام بمنع وصول المرشح التوافقي إلى الرئاسة وعرقلة المبادرة العربية وتعطيل جهود عمرو موسى.
وطالب بـ«تفاهم جدي» بين البلدين برعاية الجامعة العربية، وفق ستّة شروط، أبرزها: حصر العلاقات بالحكومتين، الالتزام بعدم استخدام أراضي أيّ بلد ممرّاً أو معبراً لتهديد الأمن أو زعزعة الاستقرار في البلد الآخر أو لأغراض سياسية أو أمنية أو عسكرية من دون موافقة هذا البلد، قيام علاقات دبلوماسية، ترسيم الحدود وتحديدها مع أولوية قصوى لمزارع شبعا، تجاوب سوريا وتعاونها لإزالة المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات ومعالجة قضية السلاح وضبطه داخل المخيمات».
وقال: «لم يعد مقبولاً التعامل مع لبنان لا من قبل سوريا ولا من قبل إيران الصديقة ولا من أي دولة شقيقة أو صديقة أو أي دولة أخرى من دول العالم، باعتباره منطقة نفوذ أو ساحة مفتوحة للتقاتل ولتصفية الحسابات»، داعياً الى إعادة العمل باتفاقية الهدنة مع إسرائيل وإعلان وقف دائم للنار وفقاً للقرار 1701.
وترافقت كلمة السنيورة مع إطلاق النار ابتهاجاً في عدد من أحياء بيروت وطرابلس. وذكر تلفزيون «المنار» أن ذلك أدّى إلى إصابة عدد من المواطنين، بينهم فتى في الرابعة عشرة من عمره أصيب في رأسه، وسيّدة تدعى سلوى الخليل أصيبت في يدها خلال وجودها في احتفال بذكرى المولد النبوي في منطقة المشرّفية.