● الأسد: نحن في قلب الخطر ● الفيصل: لا يمكن عزل سوريا
● موسى: المبادرة العربيّة مستمرّة

خاطب الرئيس السوري، بشار الأسد، القمة العربية في جلسة افتتاحها في دمشق أمس من موقع «رئاسة القمّة» التي تسلمها، إذ تميّزت كلمته بالهدوء والشمولية والحزم في العديد من الملفات التي تطرق لها، متحاشياً توجيه انتقاد إلى أطراف بعينها، في وقت سعت فيه الرياض إلى لفت الأنظار عبر مؤتمر صحافي لوزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، الذي تبنّى نهجاً تصالحياً مع سوريا، مؤكّداً استحالة عزلها، إلا أنّه حمل بشدّة على المعارضة اللبنانية.
واحتلّ الملف اللبناني حيّزاً مهمّاً من كلمة الأسد، إلا أنّه لم يخرج عن مألوف الخطاب السوري لجهة دعوته اللبنانيين إلى حل قضيتهم. وقال إن «دمشق تعرّضت أخيراً لضغوط من أجل أن تتدخل في لبنان لحلّ الأزمة، إلا أنها رفضت ذلك لأن الحل في يد اللبنانيين». وكان لافتاً تجنّب الأسد الإشارة إلى المبادرة العربية بشأن الأزمة اللبنانية، إلا أنه قال إن دمشق «على استعداد تام للتعاون مع أي جهة عربية أو غير عربية للحل».
وتطرّق الأسد إلى المخاطر التي تواجه الأمة العربية، مشدّداً على توحيد الجهود بغض النظر عن الرؤى لحل هذه الأخطار. وقال: «عملنا بكل إمكاناتنا على تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح هذه القمة، ولا سيما أننا ندرك صعوبة المرحلة ودقة التطورات، بحيث لا نغالي إذا قلنا إننا لم نعد على حافة الخطر، بل في قلبه ونلمس آثاره المباشرة على أقطارنا وشعوبنا». وأضاف: «ومهما تكن آراؤنا في طبيعة هذه الأخطار وأسبابها وسبل مواجهتها، فإن ما لا شك فيه أننا جميعاً في قارب واحد أمام أمواجها العاصفة، وأنه لا بديل لنا من التشاور والتضامن والعمل المشترك لتوحيد صفوفنا واستعادة حقوقنا وإنجاز التنمية لبلداننا».
أما الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، فأكد أن المبادرة العربية في لبنان مستمرة. وأضاف: «سوف أعمل في الأسابيع المقبلة على التوصل إلى ذلك». ورأى أن القمة «تنعقد والغيوم تملأ الجو العربي الذي أصبحت قتامته مضرب الأمثال، وباتت سلبياته تضرب في جذور النظام العربي».
وكان لافتاً أمس، عقد وزير الخارجية السعودي مؤتمراً صحافياً بالتزامن مع الجلسة الافتتاحية للقمة، أمل فيه «أن تخرج القمة بحل للأزمة اللبنانية وفق مبادرة الجامعة العربية». ونفى «وجود محاولة من أي طرف عربي لعزل سوريا، ولا يمكن عزلها بأي حال وهي في قلب الأمة العربية. ونأمل في أن تساهم وأن تكون الأساس في حل المشكلة اللبنانية».
وحمل الفيصل على المعارضة اللبنانية، قائلاً «إنّ محاولات تعطيل الحل العربي بدأت منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري والاغتيالات التي أعقبته». كما أشار إلى «استقالة الوزراء في الحكومة اللبنانية في محاولة لتجريدها من شرعيتها والعمل على التحريض والمساعدة باتجاه تجميد مؤسسات لبنان الدستورية، بما فيها البرلمان، من دون أي مسوّغ دستوري أو قانوني». وقال إن الأكثرية سهّلت الحل في لبنان، فيما المعارضة لم تفعل ذلك.
وفي ظل تأثيرات العلاقات السورية السعودية، التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلّم المندوب السعودي في الجامعة العربية، ممثّل المملكة في القمّة، أحمد القطّان، لفترة طويلة في بهو فندق إيبلا خلال فترة الاستراحة التي فصلت بين الجلسة الافتتاحية والجلسة المغلقة. ولوحظ أنهما كانا يضحكان ويتبادلان أطراف الحديث بودّ.
وكان المعلم قد تساءل، رداً على سؤال في شأن محاولات عزل سوريا في القمة: «هل لمستم في هذه القمّة من كان معزولاً فيها؟ يجب أن تشاهدوا من كان معزولاً». أمّا نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد فقال لـ«الأخبار»: «نأمل ألا يسعى أحد إلى إفشال القمّة لأنّه إفشال للجميع. القمّة تسير باتجاه النجاح، والذين راهنوا على إفشالها كانوا هم الفاشلين».
القذافي
كعادته في القمم العربية، ألقى الزعيم الليبي معمر القذافي خطاباً، دعا فيه إلى قيام اتحاد عربي أفريقي. وحذر القادة العرب المتحالفين مع الولايات المتحدة من أنهم قد يلقون مصير الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وهاجم الدول العربية، وقال: «كلّنا مختلفون بعضنا مع بعض الآن. لا شيء يجمعنا أبداً إلا القاعة هذه. كلنا نكره بعضنا ونتخاصم مع بعضنا ونكيد لبعضنا ونشمت في بعضنا ونتآمر على بعضنا. نحن مخابرات نتآمر على بعضنا. نحن عدوّ لبعضنا». ورأى أنه «لا مصلحة للعرب بمعاداة إيران».