وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس، تحذيراً إلى سوريا وحزب الله من مغبة تنفيذ أي هجوم على إسرائيل، على اعتبار أنه «لن يمر مرور الكرام». تحذير يأتي ضمن الاستراتيجية الإسرائيلية، التي كشف عنها المحلل في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، لمواجهة التهديدات على جبهتي الشمال والجنوب الإسرائيليتين.وقال باراك، خلال لقائه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، في القدس المحتلة أمس، «أقترح على سوريا وحزب الله ألّا يجرّبانا. فإسرائيل لا تزال الدولة الأقوى في المنطقة». وأضاف أن «إسرائيل لن تمر مرور الكرام على نشاط هجومي من ناحية سوريا أو حزب الله».
وفي ما يتعلق بالجبهة الجنوبية مع قطاع غزة، أشار باراك إلى أنه على استعداد لمنح تسهيلات وفتح معابر القطاع إذا استمر وضع التهدئة القائم اليوم على حاله.
كلام باراك يتطابق في فحواه مع مضمون الاستراتيجية الإسرائيلية للتعامل مع الجبهتين، التي كشف عنها بن يشاي أمس. وذكر أن «هدفين استراتيجيين يتصدران قائمة أولويات المؤسّسة الأمنيّة. الأوّل هو معالجة تهديد الصواريخ والقذائف على كلّ إسرائيل، والثاني هو إحباط التهديد النوويّ الإيرانيّ». وأضاف «إذا ما نجحت إسرائيل في إيجاد حل عملانيّ أو سياسيّ لهذه التهديدات، فإنّ أعداءها الرئيسيّين سيفقدون تكتيكاتهم للضغوط العنيفة، وسيكون بمقدورها الانتقال إلى المرحلة المقبلة، ألا وهي الذهاب إلى طاولة المفاوضات من موقع القوّة، والتوصّل إلى اتّفاقات سياسيّة مع الفلسطينيّين وسوريا».
إلا أن المشكلة في الاستراتيجية التي تحظى بقبول وزارة الخارجية والاستخبارات والجيش،
تكمن في أنّه «يجب أن تمرّ 3 إلى 5 سنوات حتى تتمكّن إسرائيل من إطلاق نظام فعّال متعدّد الطبقات لاعتراض الصواريخ البالستيّة ونماذج مختلفة من الصواريخ. وتحتاج إلى العدد نفسه من السنوات لتأسيس قدرة تقنيّة وعملانيّة لعرقلة التهديد الإيرانيّ».
وفي ما يتعلق بالتهديد على الجبهة الشمالية، أشار بن يشاي إلى أن إسرائيل أرسلت إلى سوريا وحزب الله «رسالة صريحة مفادها أنّ أيّ ضربة متطاولة أو كبيرة ستؤدّي إلى ردّ إسرائيليّ غير متكافئ على الأراضي السوريّة واللبنانيّة. ببساطة، لن تُدمّر إسرائيل تدميراً منهجيّاً وكاملاً مواقع الإطلاق والتخزين للصواريخ في البلدَيْن فقط، بل كذلك بنيتهما التحتيّة العسكريّة، والمدنيّة، والاقتصاديّة». وتابع: «هذه الرسالة الصريحة والصارمة ليست مجرّد تهديد فارغ. إنّها مستندة إلى خطّة عمل إسرائيليّة جاهزة. إذا ما أُجبرت إسرائيل على اتّخاذ هذا الإجراء، يقول بعض الأمنيّين إنّ بإمكانها إنهاء الهجمات الصاروخيّة والهجمات بالقذائف في غضون أيّام بكلّ تأكيد».
وأشار بن يشاي إلى أن المؤسّسة الأمنيّة تقترح أن تدخل إسرائيل في مفاوضات سياسيّة مع سوريا فوراً، متوقّعاً أن «تُرحّب سوريا بمحادثات السلام مع إسرائيل كي تتخلّص من العزلة المفروضة عليها من الدول العربيّة والعالم». وأضاف أن «باراك ورئيس قسم الاستخبارات في الجيش الإسرائيليّ يدعمان إجراءً كهذا، لكنّ رئيس الموساد مائير دغان يعارض».
أما على الجبهة الجنوبية، فقد أشار بن يشاي إلى «أربعة أسباب رئيسيّة لفترة التهدئة». وقال: «تحاول المؤسّسة الأمنيّة أن تكسب الوقت. هدفها هو تأجيل ـــ إن لم يكن تفادي ــ عمليّة واسعة النطاق في قطاع غزّة. كما تأمل أنّ فترة التهدئة ستؤدّي أيضاً إلى تقدمّ في المفاوضات لتحرير الجنديّ الإسرائيليّ جلعاد شاليط». ويتابع أن «السبب الثالث لحرص إسرائيل على إنجاز التهدئة هو السماح لمواطني إسرائيل بالاحتفال بالذكرى السنويّة الستّين لقيام الدولة، والسماح للشخصيّات أمثال الرئيس الأميركيّ جورج بوش والرئيس الفرنسيّ نيكولا ساركوزي بالمشاركة». والسبب الأخير أن التهدئة «ستوفّر لإسرائيل فترة راحة لإكمال بناء أنظمة دفاعيّة تقنيّة متطوّرة حول غزّة».
(الأخبار)