القاهرة ـ الأخبار رام الله ـ أحمد شاكر

أخفقت لقاءات القاهرة في التوصل إلى اتفاق على صيغة لإدارة المعابر الفلسطينية، وسط أنباء عن «حصار» فُرض على الوفد «الحمساوي»، الذي غادر رئيسه خالد مشعل أمس العاصمة المصرية بعد إلغاء بيان مشترك للجانبين، ما يشير إلى تأزّم المباحثات، ويطرح أكثر من تساؤل عن مصير الوضع عند معبر رفح ومن ورائه قطاع غزة، في ظل رفض «حماس» عودة الأمور إلى ما كانت عليه.
وذكرت مصادر مصرية لـ«الأخبار» أن السلطات منعت وفد «حماس» من الاتصال بأي من الصحافيين أو ممثلي وسائل الإعلام، رابطة تخفيف الحظر بموافقة الحركة الإسلامية على القبول بمنح السلطة الفلسطينية الحق في الإشراف على المعابر وبدء إنهاء سيطرتها تدريجاً على الأوضاع في قطاع غزة، وهو ما لم يحصل. وأشارت المصادر نفسها إلى أن «الزيارة فشلت بعد رفض حماس تسليم المعابر، موضحة أن الوضع لن يعود الى ما قبل السيطرة على غزة».
كذلك، أُبلغ ممثلو «حماس» بعدم إجراء أي اتصال من أي نوع مع المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» محمد مهدي عاكف أو مكتب الإرشاد الخاص بالجماعة.
وعلمت «الأخبار» من مصادر فلسطينية مطلعة في رام الله أن وفد «حماس» قدم للقاهرة مجموعة مقترحات حول المعبر، في مقدمتها تقاسم السيطرة على الجانب الفلسطيني بين أمن الرئاسة (وتكون مهمته داخل صالات المعبر)، وبين «حماس» التي تكون لها السيطرة على خارج المعبر، شريطة ألا يُعتمد اتفاق 2005 لإدارة المعبر.
ورغم فشل الزيارة، قال مراقبون في القاهرة، لـ«الأخبار»، إن مصر تسعى الى استمرار اتصالها بـ«حماس» باعتبارها ورقتها الوحيدة تقريباً لاستمرار دورها في الصراع الفلسطيني ــــ الإسرائيلي.
وكان رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية قد استبق الفشل بالإعلان أنّ التغيير في إدارة المعابر سيتمّ «حتى لو فشلت مباحثات القاهرة». وحذّر من أن «الشعب الفلسطيني يمتلك خيارات كثيرة وسيلجأ إليها إذا فشلت تلك المباحثات»، مشيراً إلى أنّ أيّ فشل سيكون سببه شروطاً «تعجيزيّة» من جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وفي مؤشر إضافي على الفشل، ذكر شهود أن «حماس» استخدمت جرافة مساء أمس لتوسيع ثغرة في الحدود بين غزة ومصر حتى تتمكن الشاحنات من العبور.