الأمين العام لحزب الله يكشف عن قبول الأسد ورفض الرياض لجنة سعودية ـ لبنانية للتحقيق في جريمة اغتيال الحريري
أعلن العماد ميشال عون باسم المعارضة، وبحضور الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أنه لا مجال لتجزئة الحل بانتخاب رئيس للجمهورية دون تحقيق بقية البنود، وشدّد على أن المعارضة لن تقبل بأقل من الثلث الضامن لمشاركة حقيقية، مؤكداً أن المعارضة تحاور فريق الموالاة على هذه الامور ولا تتفاوض مع المرشح الرئاسي العماد ميشال سليمان. وبدت مواقف عون حاسمة لوجهة المعارضة في مناقشة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي يصل اليوم الى بيروت لمتابعة جهوده لتنفيذ المبادرة العربية.
من جانبها تستعد قوى 14 آذار لقول كلام عام لموسى دون تسهيل مهمته في الوقت التي تستنفر فيه قواها الشعبية بهدف إقامة استعراض للقوة في 14 شباط، موعد الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد الرئيس فريق الحريري.

عون ونصر الله

وفي الذكرى السنوية الثانية لتوقيع وثيقة تفاهم مار مخايل تحدث العماد عون والسيد نصر الله في ندوة مشتركة على شاشة «أو. تي. في» أدارها الزميل جان عزيز، فتناولا كل القضايا المطروحة بعد تقويم لمسيرة التفاهم.
وأكد السيد نصر الله أنّ وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر «أدخلت الطمأنينة إلى النفوس» متحدثاً عن «سلسلة إنجازات قدمتها الوثيقة التي كانت المسوّدة الأساسية لطاولة الحوار الوطني كما أنها أنجزت السلام الداخلي وأسقطت لغة التماس» واصفاً عون بأنه «الوطني الوطني الوطني لكن الآخرين لا يريدون ذلك». وكشف أنه لم يصل بتفاهمه مع عون إلى السقف الذي كان قد وصل إليه مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وخصوصاً في ما يتعلق بسلاح المقاومة حيث إن الحريري الأب ومن بعده الابن تعهدا بعدم التطرق الى هذا الموضوع قبل تحقق التسوية العربية ــــ الاسرائيلية. ولفت الى أنّ «الحريري كان يريد تطبيق اتفاق الطائف وأقصى ما كان يريده هو خروج الجيش السوري إلى البقاع وبقاؤه هناك عشر سنوات».
ولاحظ نصر الله أنّ مسار التحقيقات في أحداث مار مخايل هو «مسار مرض وجيد وجدي حتى الآن» لافتاً إلى أنّ قرار الحزب قضى بـ«عدم تقديم أي قراءة لكي لا تشكل ضغطاً على التحقيقات» مطالباً بـ«الإنصاف والعدل وتحديد المسؤوليات». وكشف أنه أبلغ قائد الجيش أن «الحفاظ على الجيش طريقه تحقيق جدي وحاسم» لافتاً إلى أنّ «تحوّل الجيش لفريق يؤدي إلى خسارة الجيش وبالتالي فإنّ لبنان كله يخسر» وقائلاً إنّ «أي اعتداء على ضابط أو جندي في مؤسسة الجيش هو اعتداء على المقاومة».
وكشف السيد نصر الله معلومات للمرة الاولى في ما خص ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري فقال: «عندما زرت عائلة الشهيد الحريري وكان كل أفراد العائلة حاضرين، وقبل الحديث عن لجنة تحقيق دولية، قالوا نريد أن نتساعد، فقلت لهم إننا جاهزون. وطرحت العائلة فكرة تشكيل لجنة تحقيق سعودية ـــــ لبنانية مشتركة وسألوني عما إذا كان السوريون يقبلون فقلت إنني سأكلم الرئيس بشار الأسد في الموضوع. وبالفعل زرته ووافق بلا تردد أو تأمل وتفكير، وعندما نقلت موافقته هذه رفض السعوديون، وعندها بدأ الحديث عن لجنة تحقيق دولية».
ومن جهته قال العماد عون إن «ورقة التفاهم كرّست ثقافة التفاهم ببناء لبنان لا ثقافة التصادم والعيش في الشرنقة الطائفية بل عادت حالة الوئام إلى المناطق الجنوبية وصيدا وشرقي صيدا وعين الرمانة والشياح وكل المناطق». وأضاف: «لقد تعرضنا لهجومات إعلامية وسياسية لإسقاط هذا التفاهم وما يزال هذا التفاهم مطروحاً أمام كل اللبنانيين لينضموا إليه لإدخالهم في السلام».
وإذ رفض عون التنازل عن الثلث الضامن في الحكومة، أشار إلى أن التفاهم على بنود مبادرة الجامعة العربية لا يمكن أن يكون جزئياً، مشدداً على أن «المرشح التوافقي هو مرشح لصيانة التوافق وقد اعتمدنا العماد ميشال سليمان مرشحاً لضمان التوافق». وأكد أن «القول إننا نقيّد الرئيس بشروط تضليلي»، نافياً وجود أزمة ثقة بينه وبين العماد سليمان فـ«الموضوع ليس بين شخصين، الموضوع بيننا وبين من بيدهم الاكثرية». وأضاف: «إذا لم يتم التفاهم لا يستطيع الرئيس أن يعمل أي شيء». وأشار الى «أننا لا نرى في خطاب الموالاة أي خطاب توافقي، بل هو خطاب تصعيدي».

تحرّك شعبي
والى ذلك تتجه قوى 14 آذار الى إجراء استعراض قوة في الشارع لمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، ودعت في بيان أصدرته بعد اجتماع لأركانها مساء أمس في قريطم الى تجمع شعبي كبير في وسط بيروت الخميس المقبل «إنقاذاً للبنان ومنعاً لاغتياله»، مؤكدة رفضها الحرب الأهلية والفراغ في سدة رئاسة الجمهورية. وقد بوشرت استعدادات قوى الموالاة لإنجاز مشاركة شعبية واسعة من مناطق لبنانية عدة في التجمع الذي يهدف الى استعراض للقوة وهو الذي ينتهي بحفل إزاحة الستارة عن تمثال للحريري في محلة السان جورج بمشاركة شخصيات عربية ودولية يتقدمها الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك.