القاهرة ــ خالد محمود رمضان
حرصت دمشق، أمس، على أن تكون القاهرة أول المدعوين إلى القمّة العربية الشهر المقبل، إلا أنها لم تتلقّ تأكيداً للحضور من الرئيس المصري حسني مبارك، الذي استقبل وزير الخارجية السوري وليد المعلّم في شرم الشيخ، وحمّله رسالة مفادها أن «أموراً عربية يجب أن تعالج قبل انطلاق القمّة».
والتقى مبارك أمس، بحضور وزير خارجيته أحمد أبو الغيط في منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر، المعلم الذي غادر عقب انتهاء الاجتماع من دون الإدلاء بأية تصريحات صحافية، في ظل أنباء عن أنه ألغى مؤتمراً صحافيا كان مقرراً.
وقالت مصادر في مكتب الرئيس المصري، لـ«الأخبار»، إن مبارك شكر المعلم على تسليمه الدعوة وتمنى لسوريا التوفيق في استضافة أعمال القمة العربية المقبلة، لكنه لم يفصح في المقابل عما إذا كان سيشارك شخصياً.
وأوضحت المصادر أن «مبارك أبلغ المعلم فقط أنه سعيد بقبول الدعوة وسيسعى لتلبيتها من دون إعطاء أية وعود رسمية بحضور القمة»، مشيرة إلى أنه «طلب من المعلم أن يبلغ الرئيس السوري بشار الأسد أن ثمة أموراً تجب معالجتهــا عربيــاً قبــل انطــلاق هذه القمــة».
بدوره، قال السفير السوري في القاهرة، يوسف أحمد، لـ«الأخبار»، إن الأسد «حرص على أن يتم توجيه أولى الدعوات الرسمية إلى مصر باعتبارها الشقيقة الكبرى التي نحفظ قدرها». وأضاف أن بلاده «تعول كثيراً على القمة العربية لرأب الصدع في الصف العربي وجعلها قمة للتضامن العربي».
وأشار يوسف إلى أن الحوار بين مبارك والمعلم «تناول شؤون المنطقة من لبنان إلى الشؤون الفلسطينية وكل ما يخص العلاقات الثنائية». وأوضح أن المعلم غادر شرم الشيخ عائداً إلى دمشق من دون عقد أي محادثات مع مسؤولين آخرين، بما في ذلك الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وأشار إلى أن مسؤولين سوريين سيتوجهون لاحقاً إلى بقية العواصم العربية لتسليم دعوات مماثلة إلى مختلف القادة والزعماء العرب.
وقالت مصادر دبلوماسية في دمشق إن «استقبال» مبارك للمعلم «كان حاراً، لكن الأجواء العربية وخاصة اللبنانية فرضت نفسها» على اللقاء.
واجتماع مبارك والمعلم، هو اللقاء الأوّل للرئيس المصري مع مسؤول سوري رفيع المستوى منذ أشهر.