أعوام مرّت. ومرّت معها بيروت بمحطات مفصلية منذ لحظة الاغتيال عام 2005 حتى العام الحالي 2015. وليس الاختلاف بين هذا الرقمين هو الرقم الواحد المضاف إلى جانب الرقم خمسة. ليس الناس أرقاماً، ولا الأسماء والوجوه أرقاماً، بل ثمة اختلافات طرأت على العاصمة. لقد تغيّرت بيروت بعد زلزال شباط 2005، صارت مدينة أرقام. الناس، ظهروا عندما جاء دورهم. تظاهروا.
كسّروا. نصبّوا الخيّم، في مدينة لا منازل لهم فيها ولا مرقد قلب. جاء الناس متأخرين على المشهد، ولكنهم، للأمانة، في 8 آذار، وفي 14 آذار، كانوا على الموعد. أعلنوا خسارتهم النهائية: بيروت لم تعد مدينتهم. كانوا يتمسكون بها، في 8 وفي 14، وفي أرقام متلاحقة، كانوا دائماً على الموعد، ينهشون الساحات نهشاً. كانوا يتمسكون بمدينتهم، لأجل غيرهم.
(مونودوز)