بلغ التوتّر بين القاهرة و«حماس» ذروته أمس، في أعقاب تذرّع السلطات المصرية بتهديدات من الحركة الإسلامية لتعزيز إجراءاتها الأمنية على الحدود مع قطاع غزة، الذي بات على مشارف عدوان إسرائيلي واسع، مهّدت له سلطات الاحتلال ببدء تحصينات في مدن «غلاف غزة»، مع تهديدات جديدة بتصفية القادة السياسيين «الحمساويين» (التفاصيل).وأعلن مسؤول أمني مصري تعزيز الإجراءات على الحدود مع قطاع غزة، بعد تهديدات بإمكان قيام حركة «حماس» بخطف جنود مصريين لمبادلتهم بعناصر الحركة المحتجزين في القاهرة.
وأضاف المسؤول، لوكالة «أسوشييتد برس»، إنه جهّزت مجموعة من القناصة على أبراج المراقبة على الحدود، وصدرت أوامر إلى قوات حرس الحدود المصرية بالتحرك في شكل مجموعات. وربط الإجراءات «بتهديدات من حماس بخطف الجنود، إذا لم تُطلق القاهرة سراح 15 من عناصر القوة التنفيذية» اعتقلوا في سيناء الأسبوع الماضي، وذلك رغم تأكيدات «حماس» أن «أمن فلسطين من أمن مصر».
الإعلان عن هذه التعزيزات جاء أيضاً عقب الإعلان عن سقوط صاروخ فلسطيني «عن طريق الخطأ» على الأراضي المصرية، في وقت باشرت فيه سلطات الأمن في القاهرة التحقيق مع العائدين من القطاع. وترافقت الحملة المصرية مع حملة أردنية اتهمت «حماس» بالاستيلاء على قافلة مساعدات إنسانية أرسلتها عمان إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية «بترا» عن رئيس مكتب التمثيل الأردني لدى السلطة الفلسطينية، يحيى القرالة، قوله إن «القافلة اعترضتها مساء الخميس مجموعة من الشرطة الحكومية المقالة التي تقودها حركة حماس فور دخولها قطاع غزة». وأضاف إن «المجموعة اقتادت 16 شاحنة كبيرة محمّلة بمواد غذائية أساسية وأدوية ومستلزمات طبية لتفرغ حمولتها في مخازن وزارة الشؤون الاجتماعية التابعة للحكومة المقالة» برئاسة إسماعيل هنية.
وفي السياق، سرّبت الصحف الإسرائيلية معطيات عن عودة خيار القيام بعدوان واسع على القطاع إلى طاولة البحث لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ولا سيما بعد الأنباء عن دخول نوعيات جديدة من السلاح إلى «حماس»، التي قالت أجهزة الأمن الإسرائيلية إنها بدأت تعتمد أساليب حزب الله في إطلاق الصواريخ من منصات مثبّتة تحت الأرض. كما ظهرت إلى العلن تهديدات باستهداف قادة «حماس» السياسيين، على غرار اغتيال الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي.