يقف لبنان اليوم، في ظل اشتداد الأزمة السياسية بين الموالاة والمعارضة، أمام مشهدين شعبيّين: الأول يجسّده تشييع أحد قادة المقاومة الشهيد عماد مغنية في الضاحية الجنوبية، والثاني الاحتفال بالذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في ساحة الشهداء. ويُتوقّع أن تعكس المواقف الصادرة اليوم عن فريقي الموالاة والمعارضة معالم المرحلة المقبلة من حيث احتمالات استمرار الأزمة أو التوصل إلى اتفاق، في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في 24 من الجاري لاستئناف البحث في سبل تنفيذ المبادرة العربية، فيما توجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى ألمانيا للمشاركة في منتدى دولي حول حقوق الإنسان، على أن يعود الأسبوع المقبل. وفيما يتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في تشييع الشهيد مغنية مطلقاً مواقف مهمة إزاء التطورات الجارية محلياً وإقليمياً ودولياً، يتحدّث قادة 14 آذار في ساحة الشهداء محدّدين مواقفهم مما آلت إليه الأزمة والخيارات التي سيعتمدونها في هذا الصدد.
وعشية الاحتفال في ساحة الشهداء، أطلّ رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري في برنامج «كلام الناس» عبر الـ«LBC» وأطلق مواقف حاول من خلالها التخفيف من وطأة التصعيد الذي لجأ إليه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، فلم يتبنَّ ما ذهب إليه من اتهام لحزب الله بالاغتيالات. وقال: «يدي ممدودة دائماً للحوار مع الشركاء ولن أقطعها في حياتي». وأعلن «أنني مستعد لألتقي السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري وكل المعارضة، ولديّ خطاب غداً (اليوم) سيكون فيه بعض الكلام لنفتح باب أمل للّبنانيين».
وقال الحريري إنه يؤيّد «الوصول الى التسوية ولكن إذا كان المطلوب الاستسلام فلن نفعل لأننا أكثرية نيابية»، مضيفاً «إن المعارضة زادت الشروط على المبادرة العربية». واتهم الحريري سوريا والعماد ميشال عون بتعطيل الانتخابات الرئاسية لأن الأخير يريد أن يكون رئيس الجمهورية. ودعا الى البحث عن «تسوية مشرّفة لكل اللبنانيين» عبر انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، لافتاً الى عدم وجود ثقة بين فريقي الموالاة والمعارضة، ومشدداً على أن على الرئيس المقبل أن يؤدّي دور الحكم بينهما.
وحمّل الحريري النظام السوري مسؤولية كل الاغتيالات التي حصلت في لبنان «سياسياً»، معتبراً أنه المستفيد الأول والأخير منها. وشدد على أن «لا صفقات في شأن المحكمة الدولية وأن قاتل والده سيدفع الثمن».
وتحدثت مصادر قيادية في فريق 14 آذار عن سعي حثيث لأن يمر مهرجان اليوم بهدوء، وقالت إن اتصالات مكثفة تتولاها قيادة الجيش تترافق مع إجراءات خاصة على الأرض لمنع أي احتكاك بين المجموعات السياسية المتنافسة، من أجل تنظيم عملية انتقال حشود المشاركين في المهرجانين، وخصوصاً مهرجان ساحة الشهداء، حيث يتّكل المنظمون على مشاركة مناصري قوى 14 آذار في مناطق الشمال والبقاع.