دخل إقليم كوسوفو، أمس، نادي الدول المستقلة، ليصبح الدولة الإسلامية الرابعة في أوروبا، فاتحاً الباب أمام عودة التوتّر إلى البلقان، بعد التحذيرات الصربية والروسية من الاعتراف بـ«الاستقلال الأحادي الجانب»، الذي أعلنه برلمان الإقليم (التفاصيل).وبما أن الاعتراف الدولي يُعَدّ شبه موفّر بفعل الرعاية الأميركية والتأييد الأوروبي (رغم تحفظ بعض دول الاتحاد لأسبابها الخاصة)، فإن بوادر التّوتر بدأت بالظهور تباعاً، كان أوّلها إلقاء قنابل يدوية على مبان للاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في مدينة ميتروفيتشا، المعقل الصربي في كوسوفو.
توتر عزّزه إعلان صربيا رفضها الاعتراف بـ«الدولة الزائفة»، متوعدة بـ«رد سلمي ودبلوماسي وشرعي»، ومحمّلة الرئيس الأميركي جورج بوش شخصياً المسؤولية، وتحذير موسكو من «عودة الصراع إلى البلقان» ومن «العواقب الخطيرة على النظام العالمي والاستقرار الدولي».
التحذير الروسي أُرفق بفعل علني، عبّرت عنه جمهوريّتا أوسيتيا وأبخازيا الجورجيتان، المواليتان لموسكو، اللتان لوّحتا بالاستقلال عن جورجيا. استقلال سيحظى فوراً بالاعتراف من روسيا، التي كانت قد هدّدت سابقاً بالاعتراف باستقلال قبرص التركية، ردّاً على الدعم الغربي لانفصال كوسوفو عن صربيا. كل ذلك يبدو مجرد بداية لموجات من الانفصال قد تجتاح الأقاليم الأوروبية المطالبة بحكم ذاتي، ولا سيما في فرنسا وإسبانيا، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى التريّث في إعلان موقفه من استقلال كوسوفو، بانتظار اجتماع وزراء خارجيته اليوم في بروكسل.
وبعد اجتماع مسائي لمجلس الأمن الدولي، دعت الدول الأوروبية والولايات المتحدة إلى الاعتراف باستقلال كوسوفو سبيلاً وحيداً ونهائياً لحل النزاع هناك، فيما اكتفى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون بالقول إنه «تلقى تأكيدات من رئيس كوسوفو الجديد بأنه سيحافظ على الأقليات».