تنحّى الرفيق. تخلى عن القيادة. قال إن صحته خانته. ما عاد قادراً على القيام بمهام الرئاسة. اعتبر أن 50 عاماً من النضال تكفي. ترك «الثورة» في عهدة «الحرس القديم والشاب». لكنه تعهد البقاء «مقاتلاً في معركة الأفكار».خيّم الحزن على جزيرته المتمردة. الآمال باتت معلقة على شقيقه. هذا الجنرال الذي رافقه خلال مسيرته الثورية. مسيرة طوى فيديل كاسترو صفحة منها أمس، بعدما أنجز عملية انتقال السلطة بشكل عملي إلى راوول، الذي يدير البلاد منذ أكثر من عام (التفاصيل).
كلمات مقتضبة أعلن فيها «الرفيق فيديل» قراره ورسم فيها مسار البلاد من بعده؛ أكد، في مقال نشرته صحيفة «غرانما»، أنه «لن يقبل أو يطمح إلى منصب رئيس مجلس الدولة وقائد القوات المسلحة». أشار إلى «وجود جيلين في الثورة قادرَين على الجمع بين عناصر هذا الفن المعقد وشبه المتعذر لتنظيم الثورة وقيادتها». أوضح «لحسن الحظ، ثورتنا لا يزال يمكنها الاعتماد على الكوادر من الحرس القديم وآخرين في مقتبل الشباب».
تعابير تشير إلى قناعة السلطات الكوبية بأن الوقت قد حان لـ«شرعنة» نقل السلطة إلى راوول، الذي يعتمد سياسة أكثر براغماتية من شقيقه، سواء تجاه الداخل أو الخارج. سبق له أن دعا، في أكثر من مناسبة، إلى الحوار بين كوبا والولايات المتحدة.
ورغم تنحّيه، الذي أثار موجة غربية من الدعوات إلى «تحول ديموقراطي» في كوبا، سيبقى ظلّ فيديل ماثلاً. لقد حرص أمس، في مقاله، على التشديد على أن «هذه ليست رسالة وداع. أريد فقط أن أقاتل في معركة الأفكار وسأستمر في الكتابة تحت عنوان تأملات الرفيق فيديل».