رام الله ــ أحمد شاكر
وصل حدث كوسوفو أخيراً إلى مسامع السلطة الفلسطينية في رام الله. لكن بدل أن يكون محفّزاً للنزعة الاستقلالية، كان محل انقسام أطراف الفريق التفاوضي للرئيس محمود عباس، والذي لم يبتّ في إمكان استنساخ تجربة الألبان في الإقليم الصربي، مفضّلاً «التوجه إلى العمق العربي» في حال تعثّر المفاوضات.
وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، أطلق أمس بصورة مفاجئة السجال حول «الاستقلال الأحادي الجانب»، إذ قال إنه إذا «لم يتسنّ التوصل لاتفاق مع إسرائيل، فإن الفلسطينيين قد يبحثون إعلان الاستقلال على طريقة كوسوفو».
وأضاف عبد ربه، العضو في فريق التفاوض الفلسطيني، أن «كوسوفو ليست أفضل منا. نحن نستحق الاستقلال قبلها ونطلب دعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإعلان استقلالنا».
إلا أن رئيس وفد المفاوضات الفلسطيني، أحمد قريع، سارع إلى التأكيد أن «إمكان إعلان الاستقلال غير وارد ولم يطرح مطلقاً على طاولة القيادة الفلسطينية»، مشيراً إلى ضرورة أن «يسبق الفعل القول لا العكس في مثل هذه الأمور».
بدوره، استبعد الرئيس محمود عباس أن تقدم السلطة على أي خطوة من جانب واحد لإعلان دولة فلسطينية. وقال، في بيان، «إننا نسير في المفاوضات من أجل الوصول الى اتفاق سلام عام 2008 يشمل تسوية كل قضايا الحل النهائي بما فيها القدس، وهو ما أجمع عليه المجتمع الدولي». وأضاف «إذا تعذّر ذلك ووصلنا إلى طريق مسدود، فإننا سنعود إلى أمتنا العربية لاتخاذ القرار المناسب على أعلى المستويات».
إلى ذلك، رفض مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى تصريحات عبد ربه. وأوضح «لن نقبل إعلاناًَ كهذا. والفلسطينيون لا يستطيعون أن يسمحوا لأنفسهم بالانحراف عن المسار الثنائي المعقد الموجود هنا، والقيام بتحريض دولي من هذا النوع». وأضاف أن «كل عنصر في حياة الدولة الفلسطينية المفترض إنشاؤها في المستقبل متشابك ومرتبط بإسرائيل».