اعتمد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، استراتيجية «مسك العصا من الوسط» في تقريره الجديد في شأن الأنشطة النووية الإيرانية، إلا أنه ترك مدخلاً للضغط على النظام الإسلامي، من خلال تأكيده «عدم ثقته بنيّات إيران النووية إذا لم تعمل على جلاء بعض الغموض» (التفاصيل).وقال البرادعي، الذي قدّم تقريره إلى مجلس حكام الوكالة أمس، «حققنا تقدماً جيداً ما عدا موضوع واحد على جدول الأعمال، وأدعو إيران إلى العمل بفاعلية وفي أسرع وقت ممكن». لكنه أشار إلى أن «الوكالة لن تكون في وضع يسمح لها بتحقيق تقدم نحو إعطاء تأكيدات يُعتّد بها في شأن غياب مواد وأنشطة نووية غير معلنة في إيران إلا بعد الوصول إلى شكل من أشكال الوضوح بشأن طبيعية دراسات (التسلُّح) المزعومة، ومن دون تنفيذ البروتوكول الإضافي»، موضحاً أنه «من دون ذلك، فلن تكون هناك ثقة في الطبيعة السلمية الخالصة للبرنامج (النووي)».
فقدان الثقة دفع واشنطن إلى الإعراب عن «خيبة أملها» من إعلان الوكالة أن إيران لم تزوّدها بعد بالمعلومات اللازمة. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايت ستار، «نواصل المضي قدماً مع شركائنا في مجلس الأمن الدولي في سبيل اعتماد قرار ثالث يفرض عقوبات» على إيران.
ولهذه الغاية، يجتمع دبلوماسيون رفيعو المستوى من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة والصين وروسيا في واشنطن، بعد غد الاثنين، لبحث الخطوات التالية في ما يتعلق ببرنامج إيران النووي، حسبما أفاد دبلوماسي في الأمم المتحدة.
في المقابل، رأى كبير المفاوضين الإيرانيين، سعيد جليلي، أن تقرير البرادعي يمثّل «نجاحاً»، مشيراً إلى أن الملف «أُغلق في رأينا وفي رأي الوكالة الذرية نفسها»، فيما حذّر الرئيس محمود أحمدي نجاد الدول الغربية قائلاً إن «من مصلحتها إنهاء القصة عند هذا الحد».