يحكي أصدقاؤه المقربون مفارقات مضحكة عن جوزف سماحة، منها تفاديه المشاركة في إطلالات إعلاميّة باللغة الفرنسيّة. كأنّه لم يتخلّص أبداً من تلك العلاقة الصداميّة مع لغة الخواجات، علماً بأنّه كان يُتقنها جيّداً... المسألة تعود إلى أيام الدراسة، حيث كانت الفرنسيّة من علامات التمايز الطبقي والرجعيّة السياسية اللذين تبلور وعيه ضدّهما، كما تكوّنت خياراته الراديكاليّة ضدّ البورجوازيّة والفرنكوفونيّة وما إلى ذلك! ويروي حازم صاغيّة في كتابه «هذه ليست سيرة» (دار الساقي) أنّ إشارة الـ Signal ـــــ رمز العار الذي يلاحق في ملعب مدرسة الفرير وغيرها كل مَن لا يتكلّم بالفرنسيّة أثناء فترات الاستراحة ـــــ كانت طوال العام من نصيب ذلك الفتى المشاغب.