يغادر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بيروت مساء اليوم، آملاً أن يكون قد حقق اختراقاً لم تظهر بوادره في الاجتماع الرباعي الطويل الذي جمع أمس الموالاة والمعارضة، والذي فتح بحثاً حول ورقة يفترض أن يبت أمرها في اجتماع آخر يعقد اليوم. وأبلغ مرجع كبير «الأخبار» أن المعطيات العربية والدولية تمنع تحقيق تقدم جدي في معالجة الأزمة اللبنانية.وبعد جولة له على الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري والرئيس أمين الجميّل وعقده اجتماعاً طويلاً مع العماد ميشال عون، ترأس موسى عند الثامنة من مساء امس الاجتماع الرباعي بحضور ممثلي الطرفين، واستمر الاجتماع حتى منتصف الليل، قبل أن يعلن المكتب الإعلامي لمجلس النواب أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع ثان اليوم لم يعلن موعده لدواع أمنية.
وذكرت مصادر مطلعة أن الاجتماع تميّز بثلاثة أمور:
الأول: أن موسى كان أكثر التزاماً بنص المبادرة العربية، وأقل انحيازاً إلى تفسيرات ملتبسة، ما جعله يؤيّد البحث في كل الأمور دفعة واحدة، وبالتالي سقطت دعوة الموالاة إلى انتخاب رئيس أولاً ومن ثم الاتفاق على البنود الأخرى.
الثاني: تشدّد واضح في موقف النائب الحريري، الذي رفض المثالثة ورفض الضمانات التي تعني خرقاً للدستور، كما رفض التطرق إلى مسائل يرى فيها انتقاصاً من دور مجلس الوزراء.
الثالث: إعداد ورقة عمل حول بنود اتفاق متكامل وشامل، على أن يعود كل طرف اليوم إلى الاجتماع الرابع بأجوبة واضحة وحاسمة حياله.
وقالت المصادر إن البحث تناول الملف الحكومي لناحية توزيع الحصص والحقائب السيادية والبيان الوزاري وقانون الانتخابات النيابية، إلى جانب أمور تخص المجلس الدستوري وعودة المهجرين. ولفتت المصادر إلى أن الاجتماع لم يخرج بنتائج استثنائية ولم يحصل اختراق جدي يمكن التعويل عليه. وذكرت المصادر أن تبايناً واضحاً برز بين الحريري والجميّل في ما خص الموقف من قانون الانتخابات.