حيفا ــ فراس خطيب
يبدو أن حملة فلسطينية وعربية مضادة انطلقت في القدس المحتلة لكبح جماح مخطّطات الجمعيات الصهيونية لتهويد المدينة القديمة.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أنَّ جهات فلسطينية، إسلامية ومسيحية، وأثرياء فلسطينيين من الضفة الغربية، يشترون بيوتاً وعقارات وأراضي في القدس الشرقية المحتلة، وخصوصاً في البلدة القديمة، لتحصينها من التهويد وإبعاد الجمعيات اليهودية الاستيطانية الفاعلة في المنطقة.
وقالت الصحيفة إن الجهات الإسلامية تشتري العقارات بمساعدة من رؤوس أموال في السعودية ودول الخليج، وإن الجهات المسيحية تشتري أيضاً بمساعدة جهات لها علاقة مع الكنيسة، ومنها أيضاً بتمويل «الفاتيكان». وأضافت أنَّ الجهات العربية تدفع في مقابل العقار ضعفي أو ثلاثة أضعاف ما تعرضه الجمعيات اليهودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد أكبر الناشطين في هذا المجال هو الثري الفلسطيني منيب المصري، مضيفة أنَّ هناك تمويلاً آخر «يصل من صناديق إسلامية، ومصارف عربية، وحتى من جمعيات لها علاقة مع حماس التي تمنح قروضاً إسكانية عالية بشروط مريحة لكل مسلم يشتري بيتاً في القدس». وأوضحت أنه «في الآونة الأخيرة جدّدت لجنة الإسكان، التابعة لبيت الشرق نشاطها، بحيث تمنح القروض والمساعدة لمن يقتني أو يرمّم بيتاً في البلدة القديمة المحتلة».
وتابعت الصحيفة أنَّ الشركات العربية اشترت في الأشهر الأربعة الماضية 12 بيتاً في البلدة القديمة، ومن المتوقع، إبرام صفقةٍ لشراء أربعة بيوت إضافية في الحي الإسلامي. وأوضحت أن الجمعيات اليهودية كانت «قد وضعت عينها على البيوت» في السابق. وتابعت أن «جهات مسيحية تشتري عقارات أيضاً على مقربة من كنيسة القيامة».
ونقلت «يديعوت» عن «مصادر فلسطينية» قولها إن تركيا أيضاًَ تساعد باقتناء الأراضي. وادعت الصحيفة أن أنقرة «تمنع الجمعيات اليهودية من الاطلاع على الأرشيف العثماني لتسجيل الأراضي لمنع الجمعيات اليهودية من إثبات ملكية اليهود لبيوت في المنطقة».
وقد أبدت أوساط إسرائيلية «قلقها» إزاء دخول الأثرياء الفلسطينيين في مقابل الجمعيات اليهودية «التي لم تكن تجد لها منافساً» في الماضي. ورأى المخمّن اليهودي، كوبي بير، أنَّ ما يجري «مواجهة حقيقية على القدس الشرقية»، بعدما عملت الجمعيات اليهودية على مدى سنوات، بتمويل من أثرياء يهود، في مقدمتهم اليهودي الأميركي أوفان موسكوفيتش، على «تهويد البيوت والأراضي».
ويذكر أن الجمعيات اليهودية تعمل منذ زمن على تهويد القدس. وقد اشترت جمعيتا «عطيرت كوهانيم» و«العاد» بيوتاً في حي سلون في القدس الشرقية، وكذلك في حي أبو طور. وقد أقام اليميني أرييه كينغ، المقرب من موسكوفيتش في الشهور الأخيرة جمعية جديدة من أجل «وقف نشاط الجهات العربية الفلسطينية».