كشفت مصادر دبلوماسية عربية أن الرئيس المصري حسني مبارك والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز يرفضان فصل القمة العربية المقبلة عن معالجة أزمات عالقة في لبنان وفلسطين. وقالت إن الاجتماعات الأخيرة التي عقدها الرئيس المصري ركزت على ضرورة جمع أكبر عدد من الأصوات العربية التي تدعو الى إنجاز خطوات سابقة للقمة.وأبلغ دبلوماسي سوري رفيع «الأخبار» أن المناخات القائمة تدل على وجود ضغط من جهات خارجية، وأن محاولة ربط القمة بمصير الحل في لبنان لن تساعد في شيء، وحتى محاولة تعطيل القمة أو محاصرتها أو الضغط على سوريا لن يفيد في تسهيل وصول اللبنانيين الى حل. وقال المصدر إن الوضع في لبنان لم يكن أفضل مع قمم سابقة، كما أن التوترات العربية ـــــ العربية لم تحل دون مشاركة واسعة في هذه القمم، موضحاً أن هناك ضغوطاً تمارسها جهات عربية وغربية لفرض آلية حل في لبنان تقوم على خيار انتخاب رئيس الآن وتأجيل الأمور الخلافية الأخرى الى وقت لاحق. وأوضح المصدر أن موقف دمشق من هذه العناوين واضح وسبق أن أبلغه وزير الخارجية وليد المعلم الى الرئيس المصري حسني مبارك مباشرة ومفاده أن سوريا ليست لديها مشكلة مع المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان وهي تدعم وصوله الى الرئاسة. وهي لن تكون قادرة على فرض وقائع على أي فريق في لبنان وخصوصاً على المعارضة إذا كانت الوجهة حرمانها من المشاركة. وقال المصدر «قلنا للجميع، هل يعقل أن تطلبوا منا تسهيل استئثار جهة دون الآخرين بالحكم في لبنان، وهل تريدون من سوريا مخاصمة أصدقاء وحلفاء في لبنان وأن تعمل لإنجاح مشروع يخص خصومها في لبنان ويلبّي مصالح إسرائيل هناك».
أما بشأن تسلم سوريا رئاسة القمة فقالت مصادر في القاهرة إن «عملية تسليم وتسلُّم رئاسة القمة من الرئيس الحالي الملك السعودي إلى الرئيس السوري لا مشكلة فيها». وأوضح أنه «في القمة العربية التي عقدت في تونس في شهر أيار عام 2005، رفض الرئيس زين العابدين بن علي تسلّم رئاسة القمّة من رئيس الوزراء البحريني بعد غياب الملك حمد بن عيسى آل خليفة». وأضاف: «حينها صعد إلى المنبر ليتسلم القمة مباشرة».
من جانبه نقل المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي عن الوزير أحمد أبو الغيط «حرص مصر البالغ على إنهاء الأزمة اللبنانية وتسويتها في أقرب وقت ممكن بدءاً بانتخاب رئيس الجمهورية وتأليف حكومة ولا سيما في ضوء الأهمية التي يكتسبها هذا الموضوع وارتباطه بنجاح القمة العربية». وأضاف زكي «من المهم أن تتهيّأ الأجواء الملائمة لعقد القمة العربية بعد أن تكون الأزمة اللبنانية قد وجدت طريقها إلى الحل».
ونقل عن مرجع سياسي في بيروت قوله إن العلاقة بين سوريا والسعودية ذاهبة الى مواجهة مكشوفة، وإن لدى القيادة السورية «معطيات تفصيلية تنطوي على فواجع». وأشار إلى أن مصر قد لا تشارك في القمة على المستوى الرئاسي لكن الرئيس حسني مبارك قد يزور دمشق قبل انعقاد القمة لمنع تفاقم الأمور بين البلدين.