الكويت ـ الأخبار
استدعاء المئات إلى تحقيقات تركّز على العلاقة بـ «حزب الله» وتسأل عن ردّة فعلهم إذا ضُربت إيران

ذكرت مصادر دبلوماسية في الكويت لـ«الأخبار» أن توتّرات سياسية وأخرى ذات بعد طائفي تسود البلاد في أعقاب الحملة التي شنّتها جهات حكومية وأخرى سياسية على المشاركين في حفل تأبين القائد العسكري في حزب الله الشهيد عماد مغنية. وقالت المصادر إن لائحة تضم أكثر من 1500 شخص من بينهم مواطنون كويتيون وآخرون من دول عربية وإسلامية باتت بأيدي رجال أمن الدولة وإن التحقيقات بدأت مع بعض هؤلاء.
وفيما رفضت جهات رسمية تأكيد المعلومات أو نفيها، لم تستبعد أن يصار الى إبعاد الأشخاص غير الكويتيين من الذين كانوا وراء تنظيم الاحتفال. وقالت المصادر إن الاستدعاء للأشخاص تحت عنوان «شبهة الانتماء الى حزب الله وتهديد أمن الدولة». وتحدثت عن توترات كبيرة انعكست في مناقشات جرت على مستوى رفيع في الدولة.
وحسب المصادر فإن النائبين أحمد لاري وعدنان عبد الصمد لن يمثلا أمام الجهات القضائية لتمتعهما بالحصانة البرلمانية، لكن الاستدعاءات شملت النائب السابق عبد المحسن جمال وعضو المجلس البلدي فاضل صفر والأمين العام للجمعية الثقافية الاجتماعية حسين المعتوق وعضوها حسن السلمان وتقرر منعهم من السفر. وسبق ذلك التحقيق مع ثلاثة آخرين هم خطيب الحسينية وليد المزيدي وصاحبها عبد الأمير العطار وعضو الجمعية صالح الموسى، وأوقفوا على ذمة التحقيق الذي يستمر معهم بعد جلسات أولى استغرقت أكثر من 15 ساعة.
ووجهت النيابة العامة إلى هؤلاء تهماً تعاقب بالحبس خمس عشرة سنة المنظمين والداعين للانضمام الى هيئات تهدد النظام العام، وبالحبس مدة عشر سنوات كل من ينتمي الى «حزب الله الكويتي». وذكرت مصادر إعلامية كويتية أن فريق الدفاع اجتمع للتنسيق وتقرر عقد مؤتمر صحافي اليوم لعرض مجريات التحقيق.
كذلك عُلم أن أعضاءً سابقين في البرلمان وأعضاءً في المجلس البلدي وشخصيات معروفة، قرروا عدم الذهاب الى مكاتب أمن الدولة، وسوف يستجيبون فقط لمذكرات دعوة صادرة عن النيابة العامة. وقرر هؤلاء بالتشاور في ما بينهم عدم التعاون مع جهات التحقيق الرسمية والامتناع عن الكلام حتى المثول أمام المحكمة لأنهم يرون أن الأمر «يرد في سياق قمع الحريات السياسية والإعلامية».
وقال وزير الخارجية فوزي صلوخ لـ«الأخبار» إن الوزارة لم تتلقّ أي معلومات تخص حالات لبنانية، فيما كانت المصادر الدبلوماسية في الكويت تتحدث عن لائحة بعشرات اللبنانيين الذين قد يُبعدون من الكويت، إضافة الى مواطنين من البحرين أو من إيران.
ولفتت المصادر نقلاً عن جهات حقوقية إلى أن الأسئلة التي توجه الى الذين استُدعوا لا تتصل بحفل التأبين، وأنهم يُبلغون بأن المشاركة في التأبين أمر غير مقبول «لأن مغنية متورّط في أعمال إرهابية ضد أمير البلاد الراحل وضد أمن الدولة». لكن الأسئلة الأخرى تركز على أمور مثل: هل أنتم على صلة بتنظيم حزب الله، وهل سبق أن قدمتم تبرعات الى هذا الحزب، وكيف تتصرّفون دينياً، وهل أنتم متبعون لولاية الفقيه في إيران، وماذا تتوقعون أن يحصل إذا وقعت حرب على إيران، وهل تشاركون في أعمال انتقامية في الكويت إذا وقعت الحرب.
وفي المنامة ذكرت وكالة الأنباء البحرينية أن الكويت أبلغت وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة أنها مستاءة من مشاركة بحرينيين في حفل تأبين مغنية. وأوضحت الوكالة أن الشيخ راشد طلب من مواطنيه «الابتعاد عن مناطق التوتر وعدم الإساءة لمشاعر الأشقاء في الدول الشقيقة والابتعاد أيضاً عن أي إملاءات وتأثيرات خارجية».
وقال الوزير البحريني «كما نمنع الغير من التدخل في شؤوننا الداخلية ننصح في الوقت ذاته مواطنينا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى».