... كأن الدماء باتت ضريبة يومية يدفعها سكان قطاع غزة. لا فرق إن أسالتها بنادق الإخوة أو رصاصات الاحتلال. دماء تُهدر من دون مقابل؛ فلا هي نجحت في دفع الفصائل المتناحرة إلى طاولة الحوار، ولا هي دفعت سلطة رام الله ولو إلى تعليق مفاوضاتها مع الكيان الغاصب (التفاصيل).سبعة فلسطينيين سقطوا قتلى في اشتباكات بين «حماس» و«فتح» التي تحدّت قرار حكومة هنية وحاولت إقامة مهرجان في ذكرى تأسيسها. ومع ذلك، بقي شعار «الصفحة الجديدة» سلعة على منابر المتجاذبين: الرئيس محمود عبّاس جدّد دعوته إلى الحوار شرط التراجع عن «الانقلاب». رئيس الحكومة الفلسطينيّة المقالة، اسماعيل هنيّة، دعا «أبناء شعبنا إلى طي صفحة الآلام الداخليّة». ولا من خطوة عملية واحدة باتجاه المصالحة.
8 شهداء و11 جريحاً سقطوا في سلسلة غارات جويّة إسرائيليّة على القطاع. سلطات الاحتلال لا تزال تستدرج مناقصات لتعزيز الاستيطان، وآخرها لبناء 440 وحدة سكنية في القدس الشرقية المحتلة. وأبو مازن لا يزال يعوّل على زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش. بل إنه لا يزال يثق، على ما يبدو، بوعود رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.
وعود لن تتورع سلطات الاحتلال عن النكث بها بحجج عديدة، كانت أخيرتها ما صرح به وزير الاستيعاب الإسرائيلي زئيف بويم، الذي رأى أنّ «هذه المناقصة لا تتناقض مع رسالة أولمرت التي يحظر فيها البناء الاستيطاني إلّا بعد موافقته»، باعتبار أنها «تحدثت عن الضفّة لا القدس»، التي أشار أولمرت، للمرة الأولى أمس، إلى أنّ إسرائيل قد لا تجد خياراً أمامها سوى الموافقة على تقسيمها والقبول بحدود عام 1967 في إطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
إشارة ترافقت مع أنباء عن عزم أولمرت على تسريع صفقة التبادل المتعلقة بالجندي الأسير في غزة جلعاد شاليط قبيل نشر التقرير النهائي للجنة فينوغراد منتصف الشهر الجاري، ومع أزمة متفاقمة مع مصر يتوقع أن تنفجر في آذار المقبل.
(الأخبار)