نيويورك ـ نزار عبود
كان يمكن أن يخرج البيان الصحافي لمجلس الأمن الدولي دون أن يأخذ في الحسبان الرسالة الإسرائيلية المتعلقة بسقوط صاروخين على شلومي، لولا موقف البعثة اللبنانية في نيويورك التي ألحّت على ضرورة التعجيل بقبوله على عواهنه. الإصرار حصل بالرغم من وجود العديد من الدول في مجلس الأمن الدولي التي تعارض صيغة البيان الذي زجت إسرائيل ما تريده فيه، علماً بأنه كان مخصصاً للتنديد بالاعتداء الإرهابي على قوات اليونيفيل. وكانت إلى جانب ليبيا، التي تترأس مجلس الأمن الدولي، كل من إندونيسيا وجنوب أفريقيا وفييتنام تعارض الصيغة وتطلب حذف الإشارة إلى الشكوى الإسرائيلية، وتدعم موقف لبنان.
البيان لم يكتف بالإشارة إلى سقوط الصاروخين، بل ندد بشدة بـ«الاعتداءات الصاروخية على إسرائيل في 8 كانون الثاني». ولم يتطرق البيان إلى رسالة البعثة اللبنانية المتعلقة بالخروق الإسرائيلية المنتظمة للقرار 1701، وهي رسالة ثانية غير تلك التي تتعلق باختطاف راعي الأغنام في حلتا.
وأكد جان لويس ريبير، مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، تنسيق الصيغة الحالية كاملة مع مندوب لبنان الدائم في الأمم المتحدة. وقال في تصريح لـ«الأخبار»: «لقد نسّقنا المواقف تماماً مع مندوب لبنان الدائم. واتّفقنا على الصيغة التي تندّد بكل أشكال الخروق للقرار 1701. وهذه الصيغة مقبولة من لبنان الذي يتمتع بحكومة».

الأمين العام

وبناء على بيان مجلس الأمن، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بيانين، يندد الأول بشدة بالهجوم الذي تعرضت له قوات اليونيفيل ويؤكد أنه «متضايق بشدة من الهجوم»، مؤكداً على أهمية سلامة قوات الأمم المتحدة في لبنان واحتلال سلامتها أعلى درجات الأهمية بالنسبة إليه.
وأدان بان بشدّة في البيان الآخر «الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له إسرائيل». وكرّر قوله إنّه «إذا اتضح أن الصواريخ أطلقت من أراض لبنانية، كما يحتمل، فإن الحادث سيمثّل خرقاً خطيراً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701».
وأعرب الأمين العام عن «قلقه من الحادث الذي وقع عبر الخط الأزرق في منطقة حلتا في 7 كانون الثاني» وقال إنه يؤكد على ضرورة رسم الخط الأزرق بوضوح. وقال إنه ينتهز هذه المناسبة لتذكير الأطراف بالاحترام الكامل لالتزاماتها بموجب قرار مجلس الأمن 1701. ويدعو إلى احترام وقف الأعمال العدائية.
وأكد الأمين العام أن قوات اليونيفيل تواصل تحقيقاتها في الحادث بالتعاون الوثيق مع كافة الأطراف. وناشد الأطراف كلها ممارسة الحد الأقصى من ضبط النفس.