نصر اللّه: غالبيّة اللبنانيّين تؤيّد حكومة انتقاليّة لإجراء انتخابات نيابيّة مبكرة
لم تسجّل الاتصالات والمشاورات الجارية علناً وبعيداً عن الأضواء أيّ تطور سياسي بارز، وبدا الجميع ينتظرون عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بعد غد الأربعاء.
وفيما بدا أن فريق الموالاة جنّد صفوفه وبدأ حملة سياسية وإعلامية لتسويق اقتراحه الداعي إلى عقد طاولة حوار جديدة في مجلس النواب بعد رفض التحاور مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون المفوّض من المعارضة التفاوض معه، أصر فريق المعارضة على مطلبه تأليف حكومة وحدة وطنية يكون له فيها الثلث الضامن مدخلاً لحل متكامل للأزمة.
وقالت مصادر شاركت في المحادثات التي أجراها موسى لـ«الأخبار» إن الرجل غادر بيروت وفي حقيبته حصيلة أربعة أيام من المحادثات مع أركان الموالاة والمعارضة، ورفض الأكثرية التحاور مع المعارضة من خلال مفوّضها عون واقتراحها عقد طاولة حوار يدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري على غرار تلك التي عقدت في 2 آذار 2006 في ساحة النجمة.
وكشفت هذه المصادر أن رئيس مجلس النواب نبيه برّي حمّل موسى اقتراحاً يدعو إلى عقد طاولة حوار للموالاة والمعارضة في مجلس النواب في حضور الوزراء العرب الذين صاغوا المبادرة العربية، وهم وزراء خارجية سوريا والسعودية ومصر وقطر وعُمان، إضافة إلى موسى. وأكد أصحاب هذا الاقتراح أن من شأنه أن يدعم المبادرة العربية ويمكّنها من تحقيق أهدافها لأن حضور هؤلاء الوزراء وموسى يعطي الحوار بين الموالاة والمعارضة فاعلية أكبر، ويؤمن الضمانات للجميع ويسهل التطبيق تحت رعايتهم المباشرة.
ولفتت المصادر نفسها إلى أن البعض اقترح قبل مدة أن ترعى الجامعة العربية في مقرها في القاهرة حواراً بين ممثلين للموالاة والمعارضة وأن الاقتراح الجديد يطوّر الاقتراح الأوّل ويجعله أكثر جدية وفاعلية، وخصوصاً أنّ الدول العربية تؤكّد حرصها على إنقاذ لبنان. وقد لوّح كثير من وزرائها بالتشهير بأي فريق يعرقل المبادرة أو يمنع تنفيذها.
وقالت المصادر نفسها إن موسى الذي أجرى وعدداً من الوزراء العرب اتصالات ببرّي خلال عطلة نهاية الأسبوع، يفترض أن يعود إلى بيروت حاملاً رد دول المبادرة على هذا الاقتراح، وخصوصاً أن هذه الدول أدركت أن المبادرة العربية فرضت إطار الحل وآليته وأن المطلوب هو التنفيذ، وأدركت أيضاً أن تعقيد الأزمة ناجم عن انعدام الثقة وانقطاع الحوار بين الموالاة والمعارضة.
وأكدت المصادر أن هناك اتصالات إقليمية مركزة في شأن الاقتراح الذي يحمله موسى من أجل تحديد سبل تنفيذه، وخصوصاً في ضوء ما تشهده المنطقة حالياً من حركة سياسية غير عادية نتيجة وجود الرئيسين الأميركي والفرنسي جورج بوش ونيكولا ساركوزي فيها. واعتبرت أن تأكيد بوش أمس على دعم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة يعني أنه ضد المبادرة العربية، وأنه يريد لهذه الحكومة أن تستمر طويلاً، غير عابئ بالفراغ في سدة رئاسة الجمهورية.

نصر الله

وفي كلمة له في الليلة الخامسة من عاشوراء مساء أمس، شدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على مشاركة الحزب في كل النواحي الحياتية والسياسية والاقتصادية، مركّزاً على الوضع المعيشي. وأشار الى أن «في الحياة السياسية مرتشين ومحتكرين لا مصلحة لهم بالعدل فيما أغلبية الشعب اللبناني تحت خط الفقر». وأضاف: «يسألوننا أين هي إنجازاتنا منذ 3 سنوات وحتى اليوم... لا أقول إننا نحتاج الى 18 سنة لتحقيق إنجازات جديدة، (لكن) نحن في بدايات تحركنا الجدي ونحتاج الى جهد وتقديم تضحيات وتحمّل وصبر».
وكرّر نصر الله المطالبة بحكومة وحدة وشراكة «لأن المشاركة تحقق مستوى أعلى من الإنصاف والعدالة وتمنع الاحتكار والاستئثار والظلم». وأضاف: «أطمئن من يستعمل الإعلام لصدّ حزب الله عن مسؤولياته الوطنية وأقول لهم افعلوا ما شئتم، لن نتخلّى عن مسؤولياتنا مهما زادت الضغوط».
وفي موقف لافت، أعاد نصر الله إلى الواجهة طرح الحكومة الانتقالية، معتبراً أنّ «غالبية اللبنانيين تؤيّد حكومة انتقالية لإجراء انتخابات نيابية مبكرة». ولفت الى أن «الإدارة الأميركية ترى أن حكومة الوحدة الوطنية ضرب وهزيمة للمشروع الأميركي على كل صعيد». ورغم ذلك، أبدى نصر الله تفاؤله بمستقبل لبنان، قائلاً: «لست خائفاً لكن الأمور تحتاج إلى وقت». وأشار الى أن «بعض قوى الموالاة لو خليت لنفسها بدون ضغط أميركي لقبلت بحكومة وحدة وطنية لأن مصلحتها في ذلك».
ورد نصر الله على اتهام الرئيس الاميركي جورج بوش حزب الله بالإرهاب أمس، فقال إن هذا الاتهام «لا يقدم ولا يؤخر في شيء». وأضاف: «عندما قال بوش إن إيران هي القاعدة الأساسية للإرهاب في لبنان وفلسطين وحيث هناك مقاومة شعرت بالاعتزاز، لأنه عندما يتّهمنا فرعون والشيطان الأكبر ويصنّفنا في خانة الأعداء فهذه مفخرة لنا». ورأى أن «المذل هو أن يكون إنسان ما أداة في يد الشيطان (أميركا) وجزءاً من مشروعه».