عمد الرئيس الأميركي جورج بوش، أمس، إلى تحريض دول الخليج على طهران، التي قال إن الولايات المتحدة «تجمع أصدقاء» لمواجهة تهديدها «قبل فوات الأوان». ويبدو أن التحريض الأميركي جاء لاحتواء التقارب الخليجي ـــــ الإيراني الأخير، الذي تجلّى أمس في «رسالة شكر» بعث بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى زعماء الدول الخليجية الست. (التفاصيل).واستغل بوش خطابه في قصر المؤتمرات في أبو ظبي، لتذكير دول الخليج بخطر إيران، التي رأى أنها «تهديد للأمن العالمي»، مشيراً إلى أنها اليوم «الدولة الراعية الأولى للإرهاب»، و«تقوّض السلام من خلال دعم حزب الله الإرهابي في لبنان وحركتي حماس والجهاد الإسلامي في المناطق الفلسطينية والمتشددين الشيعة في العراق وطالبان في أفغانستان». وسعى الرئيس الأميركي إلى تذكير الدول الخليجة أيضاً بالتزام الولايات المتحدة بأمنها، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة تجمع أصدقاء في العالم لمواجهة هذا الخطر (الإيراني) قبل فوات الأوان».
وتركيز الرئيس الأميركي على الخطر الإيراني يشير إلى الهدف الأساس لجولته الخليجية، ولا سيما احتواء بوادر التقارب بين إيران وجيرانها، الذي تبلور خلال القمّة الخليجة الأخيرة في الدوحة، التي حضرها نجاد. واختار نجاد أمس توقيت وجود بوش في الخليج ليبعث برسالة شكر إلى قادة الدول الست، سلمها مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، محمد رضا باقري، إلى سفراء هذه الدول المعتمدين لدى طهران.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» أن نجاد أشار في هذه الرسائل إلى الترحيب الذي لاقاه من قادة دول مجلس التعاون الخليجي. وشدّد على أهمية استمرار التعاون الإقليمي على جميع الصعد: السياسية، الأمنية، الاقتصادية والثقافية، واستمرار اللقاءات المشتركة بين بلدان المنطقة. وأعرب عن استعداد إيران لتنفيذ المقترحات التي قدّمها إلى قادة الدول الست.
وفي ردّ على بوش، رأى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، في حديث إلى قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية، أن الرئيس الأميركي يحاول «عبثاً إلحاق الضرر» بعلاقة طهران بجيرانها، مضيفاً أن جولة الرئيس الأميركي «فاشلة».
وتزامت الحملة الأميركية على طهران مع بوادر تقارب بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أعلنت أمس أن الجمهورية الإسلامية وافقت على الرد على التساؤلات الباقية بشأن أنشطتها النووية السرية السابقة في غضون شهر.
وذكر بيان للوكالة، بعد عودة مديرها العام محمد البرادعي من طهران، أن إيران قدمت معلومات عن أنشطتها في مجال تطوير أجهزة متقدمة للطرد المركزي، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، إن «إيران مستعدة لإزالة جميع أوجه الغموض بحلول آذار».
وفي السياق، أرجأت الولايات المتحدة اجتماعاً ثلاثياً كان مقرراً في بغداد، يجمعها مع الجانبين العراقي والإيراني، رغم حضور وفد إيران المفاوض إلى العاصمة العراقية في الرابع من هذا الشهر.