غزة ــ رائد لافي
بينما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الرابع على التوالي، ارتكاب جرائمها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث سقط أمس ثلاثة شهداء ورابع في الضفة الغربية، تخشى حركة «حماس» أن يتطوّر التصعيد العسكري الاسرائيلي إلى المس بقادتها السياسيين، في مقدمهم رئيس الحكومة المقال اسماعيل هنية والقائد محمود الزهار.
وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ«الأخبار»، عن معلومات «مهمة وخطيرة» تلقّتها الحركة قبيل زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى المنطقة، أن الدولة العبرية أعدّت مخططاً لاغتيال شخصيات قيادية بارزة فيها، بما «يفقدها التوازن التنظيمي، وينهي سيطرتها» على القطاع منذ حزيران الماضي.
وقالت المصادر إن «حماس» تلقت «معلومات مؤكدة من ثلاثة أجهزة استخبارات عربية حول مخطط اسرائيلي لاغتيال هنية والزهار المقيمين في القطاع، ورئيس المكتب السياسي خالد مشعل المقيم في دمشق»، اعتقاداً من الدولة العبرية أن تغييب هؤلاء القادة الثلاثة سيفقد حركة «حماس» قوتها وتوازنها.وأضافت المصادر أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن عمليات الاغتيال السابقة لقادة حركة «حماس»، وأبرزها اغتيال زعيمها الروحي الشيخ أحمد ياسين وخلفه الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قبل أربعة أعوام، لم تنجح في القضاء عليها أو إفقادها قوتها الكبيرة، وخصوصاً في القطاع.
وأشارت المصادر إلى أن «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن وجود قادة أقوياء من أمثال مشعل وهنية والزهار، ساعد حماس على الصمود عقب اغتيال ياسين والرنتيسي، غير أن الحركة ستعاني كثيراً في حال غياب هؤلاء القادة لعدم وجود من يخلفهم».
وقالت المصادر إن «حماس» تأخذ التهديدات الاسرائيلية «على محمل الجد، وشرعت في تكثيف الإجراءات الأمنية المحيطة بهنية، بينما سيخضع الزهار إلى الإجراءات ذاتها عقب انتهائه من تلقّي العزاء بنجله حسام»، الذي استشهد في مجزرة حي الزيتون يوم الثلاثاء الماضي.
وتتطابق معلومات «حماس» مع ما ذكرته الصحف العبرية أمس عن تعليمات للجيش الإسرائيلي ببدء ضرب أهداف تابعة لحركة «حماس» امتنع حتى الآن عن استهدافها، بينها منشآت وبنى تحتية في عمق القطاع. كذلك سيوسع نطاق الاغتيالات وسط المسؤولين عن إطلاق الصواريخ بدءاً من المصنّعين وصولاً إلى المطلقين.
في المقابل، هدّدت «حماس» باستئناف الهجمات الاستشهادية داخل إسرائيل رداً على «المجازر الصهيونية المتواصلة» في قطاع غزة. وأعلنت عن إطلاق نحو 140 صاروخاً على المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة عام 1948 في عملية «حمم الحصار».