زياد الرحباني
إنّ شعور المواطن الأسوأ هو، بالتأكيد، شعور العجز عن إيقاف أو حتى التأثير على ما يصرّح به ويرتكبه زعماؤه يومياً، إذ لا يُطلب منه سوى أن يسمع ويشاهد ثم يوافق أو يكفر. «إنّ التاريخ لن يرحم» وما شابه... بلا شكّ، ربّما. لكنْ، وإلى أن يتمّ ذلك، الزمن عصيب وشعور العجز هذا مدمِّر.
لقد كان الأخ الأكبر سمير جعجع، آخر المعلّقين على «الرؤوس والأيدي والأرجل» من مجمل خطاب الأمين العام لحزب الله في ذكرى عاشوراء. وكنّا ننتظر الحكيم طبعاً، ونفتقد غيابه في المناسبة، حتى ظهر وما خيّب الظنّ. ظهر ولخّص الموضوع بصفائه الدائم العجيب قائلاً: «... نحن اليوم يا إخوان، نقف بين مشروعين، مشروع قطع الرؤوس والأيدي والأرجل ومشروع لبنان الحضارة، فماذا نختار!...» واختار طبعاً مشروع الحضارة. هل تعرفون يا إخوان عن أيّة حضارة يتكلّم؟ إنّها حضارة:










حضارة دوري فينا حول الكرنتينا
تا حتّى أساميهن ترجع جثامينـا


نعم... تسَمّعوا وتفَرّجوا.