strong>عون يرفض المشاركة في الاجتماع الثلاثي والحريري يناقش مقترَحاً لتعديل الدستور وقانون الانتخاب والحكومة
للمرّة السابعة، يفشل وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير في تحقيق اختراقات جدية في الأزمة الرئاسية. وقد أنهى مجموعة من اللقاءات اللبنانية من دون التوصّل إلى تفاهم يفتح الباب أمام خطوات عملية تقود إلى انتخابات رئاسية سريعة، فيما أظهرت مداولات الساعات الأخيرة تراجع حظوظ التوافق السريع على انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي تعرّض لانتقادات من جانب قيادات بارزة في فريق المعارضة بسبب زيارته رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع واستعجاله إتمام الأمور، فيما نفى مصدر إعلامي في حزب الله ما ورد في «الأخبار» أمس عن لقاء سليمان بالأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله.
وذكرت مصادر مطلعة أن الوزير الفرنسي حاول التوصل مع العماد ميشال عون أول من أمس إلى تفاهم على تنظيم حوار معجّل مع النائب سعد الحريري لإعلان نيات بشأن المرحلة المقبلة، لكنّ عون أبلغه أنّه قدم من خلال مبادرته الأخيرة أكثر ما يمكنه من تنازل، وأنه غير مستعد للتفاوض قبل الإقرار من جانب فريق 14 آذار بأن مبادرته هي أساس أي بحث.
ومع ذلك، فقد سعى كوشنير لأن يشارك العماد عون في الاجتماع الذي ضمّه والرئيس نبيه بري والنائب الحريري، إلا أن رئيس التيار الوطني الحر رفض الحضور، ما دام الحريري لم يقدم إشارات عملية إلى تبني مبادرته أساساً للتفاوض. وأكد عون للوزير الفرنسي أن الأكثرية لم تأخذ من مبادرته إلا عرضه للتنحي شخصياً عن الرئاسة، وهو أمر سقط بعد رفض المبادرة، وإن كان هو لا يعارض ترشيح قائد الجيش، إلا أنه لا يقبل أن يتم ذلك خارج مبادئ مبادرته ونصوصها.
وكان لموقف عون أثره على الاجتماع الثلاثي في عين التينة. وقد جاء موقف الحريري الرافض للبحث في مبادرة عون وفي سلّة مطالب المعارضة ليجعل الاجتماع من دون نتائج عملية، علماً بأن الحريري وعد كوشنير وبري بالعودة من جولة مشاورات له مع حلفائه، بأجوبة عن أمور تخص مستقبل الحكومة القادمة ومواد واردة في مبادرة عون.
وبينما تحدثت مصادر مطلعة عن توافق ثلاثي على عدم تسريب مداولات الاجتماع، فقد أشارت إلى أن التقدم الوحيد كان في صدور تعهد من فريق 14 آذار بتأليف حكومة وحدة وطنية تأخذ بهواجس الجميع وتعمل على إقرار سريع لقانون انتخابي منصف، إضافة إلى أمور أخرى لم تكشف عنها المصادر. ومن بين النقاط الخلافية القائمة رفض المعارضة التعامل مع حكومة الرئيس السنيورة على أساس أنها شرعية، وبالتالي فإن هناك خلافاً جدياً على آلية تعديل الدستور بما يخص ترشيح قائد الجيش.
ورغم أن كوشنير بدا غير مرحب به من جانب 14 آذار وقليل الاهتمام به من المعارضة، ما عدا الرئيس بري، فإنه حاول الابتعاد عن الطابع الاستعراضي الذي اتسمت به جولاته السابقة، واكتفى بالقول بعد اجتماع عين التينة «إن محادثاتي كانت ناجحة ومثمرة حتى الآن، وسأكون على موعد مع الصحافة (اليوم) الخميس».
في هذه الأثناء سارع جعجع إلى مهاجمة اجتماع عين التينة، وأكد أنه لن يصدر عنه شيء، وأن التفاوض صار في إيران، وأن عون بات واجهة لهذا التفاوض.
وبناءً على هذه الأجواء، تقاطعت مصادر الفريقين عند نقطة واحدة، هي تأجيل جلسة الجمعة إلى موعد غير محدد. وقال مصدر بارز في 14 آذار إنّ الحريري يرفض التعرّض للابتزاز، فيما قالت مصادر المعارضة إن الحل كان ولا يزال بيد العماد عون. وحذّرت المصادر من لعبة التهويل القائمة من جانب الفرنسيين والأميركيّين وبمشاركة قوى الأكثرية وحتى المطارنة، التي تقوم على اعتبار أن إطالة أمد الفراغ السياسي من شأنها أخذ البلاد إلى توترات أمنية ليست في مصلحة أحد.(تفاصيل المشهد السياسي)