فاز أمس الروائي اللبناني الياس خوري بجائزة «سلطان بن علي العويس الثقافية» عن مجمل أعماله في حقل الرواية. وقد فاز في الدورة العاشرة لعام 2006 ـ 2007 أربعة آخرون هم: المغربي محمد بنيس (جائزة الشعر)، المصري يوسف الشاروني (القصة)، المغربي عبد الفتاح كيليطو (الدراسات الأدبية والنقد) والتونسي هشام جعيط (الدراسات الإنسانية والمستقبلية).وقد وصفت لجنة التحكيم الكاتب اللبناني بأنّّه «من الروائيين العرب الذين يتّخذون من الرواية وسيلةً للمتعة والمعرفة معاً».
لطالما توزّعت سيرة الياس خوري (1948) بين الأدب والسياسة والنشاط الثقافي منذ ذهابه إلى الأردن بعد هزيمة 1967 والتحاقه بقواعد العمل الفدائي الفلسطيني هناك. ونعاين تجربته روائياً في تأريخه للحرب اللبنانية، قبل أن ينجز واحدةً من أهم الروايات الفلسطينية هي «باب الشمس» (1998) التي نال عنها جائزة فلسطين الكبرى للرواية، وتحولت فيلماً من توقيع يسري نصر الله. كما فاز مترجمها إلى الإنكليزية همفري ديفيز بجائزة «بانيبال» للترجمة في بريطانيا العام الماضي.
آخر أعمال خوري هي رواية «كأنّها نائمة» (دار الآداب) حيث يعود إلى ملحمة سردية جديدة، تدور أحداثها عشية النكبة وتتنقّل بين يافا والناصرة وبيروت. وقد وصفت لجنة التحكيم صاحب «يالو» (2002) بأنّه «ذو قدرة على رصد تحوّلات مجتمعه وعصره في شكل يوظف السرد التراثي والحديث». فيما وصفت تجربة الشاعر محمد بنيس بأنّه «جسّد حيوية الشعر العربي وأصالته، ونهل من الثقافات الإنسانية ضمن رؤية حداثية». ويوسف الشاروني (قصّة) بأنّه «من رواد التجديد في القصة العربية الحديثة، وقد نجح في رصد توترات الواقع وأزمة الإنسان المعاصر ».
وفي حقل الدراسات الأدبية والنقد، حاز الناقد عبد الفتاح كيليطو جائزة اللجنة نظراً إلى أنّه «أسهم في استكشاف عمق الخطاب التراثي السردي والحكائي والعجائبي العربي، ما فتح للنقد أفقاً من الحيوية والتأمل».
وفي مجال الدراسات الإنسانية والمستقبلية منحت لجنة التحكيم جائزتها لهشام جعيط الذي يمثّل «إنتاجه نقلةً نوعيةً على صعيد البحث العلمي التاريخي، وتتميز أعماله بتأثيرها البالغ في تصويب نظرة العالم إلى الإسلام وتبديد الصور النمطية التي رسخت في مخيال الاستشراق».
وقال عبد الحميد أحمد الأمين العام لمؤسسة «سلطان بن علي العويس» الثقافية، إنّ عدد المتقدمين والمرشحين الإجمالي لهذه الدورة بلغ 1107. فيما تبلغ قيمتها الإجمالية حوالى 600 ألف دولار أميركي، موزّعة على كلّ حقل من حقولها بنسبة 120 ألف دولار. وتبقى جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي حيث سيتم الإعلان عنها قريباً. وستوزّع الجوائز في شهر آذار (مارس) من العام المقبل بالتزامن مع احتفالات المؤسسة بمرور عشرين عاماً على إطلاق جائزة العويس.