مهّدت إسرائيل بالدم، أمس، أرضية الجولة الأولى من المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، عبر مجزرة في قطاع غزة راح ضحيتها سبعة فلسطينيين، لتكون إضافة جديدة «إلى «حسن النوايا» الإسرائيلية، التي أعلن عنها رئيس الوزراء إيهود أولمرت أكثر من مرة (التفاصيل).وفي ما اعتبر مقدّمة للعدوان، اجتاحت قوات الاحتلال أمس مناطق واسعة في جنوب قطاع غزة، حيث قطعت الطريق الواصل بين رفح وخان يونس، موقعة سبعة شهداء ونحو 14 جريحاً، فيما تمكّنت المقاومة من إصابة أربعة جنود إسرائيليين.
وفيما رأت السلطة الفلسطينية في العدوان محاولة إسرائيلية لإفشال الجولة الأولى من المفاوضات، المقرّرة اليوم في القدس المحتلة، قبل أن تبدأ، أعلن الرئيس محمود عباس أن «الجانب الفلسطيني في انتظار ردّ من إسرائيل في شأن مطلبه وقف الاستيطان».
وقال عباس، لوكالة «فرانس برس»، «تحدثنا مع السيدة (تسيبي) ليفني (وزيرة الخارجية الإسرائيلية) في أمرين: وقف الاستيطان والخطة التفاوضية بيننا وبينهم. والأمران مرتبطان بعضهما ببعض». وأضاف «المفروض أن نحصل على جواب غداً (اليوم) لأنه سيكون هناك اجتماع آخر، وسنرى ما هو الجواب. وفي ضوء ذلك سنجلس ونفكر».
وكشف عباس عن أنه يتعرض لضغوط كبيرة من القيادة الفلسطينية لتأجيل استئناف المفاوضات ما لم تبادر إسرائيل إلى وقف الاستيطان. وقال «أقول بصراحة، هناك ضغوط شديدة عليّ لكي لا نبدأ المفاوضات. لكن، نحن قلنا: نذهب ونتحدث ونقول رأينا، ثم في ضوء ذلك نرى. قدّمنا طلبين، ونريد أن نسمع الجواب منهم».
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ«الأخبار»، إن عباس «وجّه رسائل إلى عدد من الدول العربية يشكو فيها مراوغة إسرائيل والاستهتار الأميركي عبر عدم الضغط على الدولة العبرية للوفاء بالتزاماتها تجاه السلطة بعد أنابوليس». وأوضحت أنه «في أحاديثه الداخلية مع قيادات فلسطينية، يعترف (عباس) بعدم حصول أي جديد في المفاوضات مع إسرائيل». وأشارت إلى أنه «يتحدّث أيضاً عن عدم ثقته بالموقف الأميركي، الذي يراه منحازاً أكثر من أي وقت مضى لإسرائيل». ورغم الضغوط والاستيطان والمجازر، اكد مسؤولون فلسطينيون أن وفد التفاوض سيحضر المباحثات المقرّرة اليوم في فندق الملك داوود في القدس المحتلة. وأضافوا أن الوفد «سيركز على المطالبة بتجميد الاستيطان».
وقال أحد كبار المفاوضين الفلسطينيين، لوكالة «رويترز»، «سنذهب إلى المفاوضات، لكن سنقصر مناقشاتنا على قضية المستوطنات وعلى تشكيل لجان تفاوضية لتناقش كل قضايا الوضع النهائي مثل القدس والمستوطنات».