بدا أمس أن معطيات مؤتمر موسكو، التي تظهّرت بعد أنابوليس، لم تعد متوافرة حالياً؛ فالتفاوض الإسرائيلي ـــــ السوري، الذي كان من المفترض أن يكون أساس المؤتمر، بات «مستبعداً»، بحسب وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، التي طالبت الاتحاد الأوروبي بفصل دمشق عن طهران (التفاصيل).مطالبة ليفني جاءت خلال استقبالها سفراء دول الاتحاد الأوروبي في تل أبيب أمس «لشرح الأوضاع في قطاع غزة»، ولا سيما عمليات إطلاق الصواريخ من القطاع إلى المستوطنات الإسرائيلية المحاذية.
ورأت ليفني، خلال الاجتماع الذي اعتُبر استباقاً لعملية إسرائيلية واسعة على غزة، أن «الأداء الحالي لسوريا» لا يسمح بمفاوضات سلام معها. وأضافت أن دمشق «لا تزال تقوم بدور غير بنّاء في الشرق الأوسط، فهي مستمرة في تزويد حزب الله بالسلاح وتتدخل في السياسة اللبنانية وتدعم منظمات إرهابية على رأسها حماس».
إلا أن الوزيرة الإسرائيلية دعت الاتحاد الأوروبي إلى إبعاد سوريا عن «محور الشر». وقالت «علينا فصل سوريا عن إيران وضمها إلى محور الدول العربية المعتدلة»، مشيرة إلى أن نظرة كل من سوريا وإسرائيل إلى السلام ليستا متطابقتين.
وفيما دافعت ليفني عن الخطّة الاستيطانية في القدس المحتلة ورفضت وقفها، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن تشاؤمه من إمكان انعقاد مؤتمر موسكو. وقال إن بلاده «لن تحدّد موعد انعقاد المؤتمر قبل التأكد من تطبيق التفاهمات التي توصل إليها مؤتمر أنابوليس».
في هذا الوقت، عاد التوتر على أشدّه أمس بين حركتي «حماس» و«فتح» في غزة، بعد مقتل أربعة أشخاص وإصابة 34 آخرين في انفجار قنبلة خلال تشييع أحد شهداء «فتح» في القطاع. وتبادلت الحركتان إلقاء المسؤولية، فيما أعلن الرئيس الفلسطيني اليوم السبت «يوم حداد» على «الاعتداء السافر» من «حماس».
وفي السياق، أعلن مسؤول أمني فلسطيني في الضفة الغربية، لـ«الأخبار» أمس، أن السلطة شكلت وحدة عسكرية تجري تدريبات قاسية في موسكو، للحيلولة دون سقوط الضفة بيد حركة «حماس». وأشار إلى أن هذه الوحدة التي تتبع عباس مباشرة مهمتها مواجهة حركة «حماس» إذا قررت نقل الحسم العسكري من قطاع غزة إلى الضفة، مشيراً إلى أن هذه الوحدة العسكرية سيتم دعمها بالأسلحة من روسيا والأردن ومصر.