برز أمس تطور لافت في مسار العلاقات الإقليمية للقاهرة، شكّل خرقاً إضافياً في جدار «الاعتدال العربي» الذي سعت الإدارة الأميركية إلى محاصرة دول «محور الشر» في المنطقة به، فجاءت زيارة ممثل المرشد الإيراني في المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني، لتعلن عن تقارب إيراني ـــــ مصري مرتقب، بعدما كانت طهران قد كسرت العزلة في علاقتها مع الرياض خلال زيارة الحج للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.ورغم محاولة لاريجاني ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط التقليل من أهمية الزيارة لجهة إسهامها في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلا أنها أحدثت خرقاً في جدار العلاقة بين البلدين، ولا سيما أنها لم تكن «شخصية» كما حاول أبو الغيط الإيحاء، إذ استعرض المسؤول الإيراني ملفات المنطقة، وفي مقدمتها لبنان، مع رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان.
الانفتاح الإيراني هذا كرّسه أيضاً وزير الخارجية منوشهر متكي، الذي قام أمس بزيارة البحرين، في إطار مساعي طهران لاحتواء المخاوف الخليجية من الجمهورية الإسلامية.
في المقابل، كان التوتر سمة زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إلى شرم الشيخ، بعد حملة الانتقادات التي شنتها الصحف الإسرائيلية على «تقاعس» مصر في ضبط الحدود مع غزة، وهو ما جعل لقاء الرئيس المصري حسني مبارك وباراك «عاصفاً».
إلا أن زيارة باراك كانت مناسبة للإيحاء بتحوّل آخر في مسار العلاقات المصرية، هذه المرة مع سوريا، إذ أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن مبارك نقل إلى باراك رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد، من دون أن يكشف عن مضمونها. الإعلان، الذي نفت السفارة الإسرائيلية في القاهرة علمها به، قد يكون إشارة إلى عودة قنوات الاتصال المصرية ـــــ السورية بعد ما يزيد على عام من «شبه القطيعة».