يودع العالم، خلال أيام، عاماً كان حافلاً بالأحداث ـــــ الأزمات، محلياً وعربياً ودولياً، كشفت سيرورتها عن تراجع في الأداء الدولي للإدارة الأميركية، بلغ حد الانتكاسة. تراجع ظهر آخر تجلياته في الملف الإيراني، مع سقوط خيار الضربة العسكرية وحتى تشديد العقوبات. وفي ملف التسوية في الشرق الأوسط، بعدما أطاحت المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية ونجاح طهران في كسر جليد علاقاتها مع دول «الاعتدال» العربي، «منجزات» مؤتمر أنابوليس.
صحيح أن الخطط العسكرية الأميركية أفلحت في تقليص حدة العنف في العراق، وساعدها في ذلك تعاون دول «محور الشر» وانتهاء مسلسل التطهير الطائفي الذي نجح في فرز المدن والقرى والأحياء وتحويلها إلى تجمعات متجانسة مذهبياً. لكن المحتل الأميركي، وباعترافه، لا يزال عاجزاً عن توفير المناخ الملائم لمصالحة سياسية. بل إن نجاحه الأمني نفسه، الذي بني على فكرة تعميم «مجالس الصحوة»، يحمل بذور إعادة إطلاق شرارة حرب أهلية، تعيد الوضع العراقي إلى نقطة الصفر.
أما في أفغانستان، فبات واضحاً حجم المأزق الذي تواجهه قوات حلف شمال الأطلسي، بعدما استعادت «طالبان» سيطرتها على أجزاء واسعة من البلاد، حيث السؤال بات: متى وكيف ستدخل هذه الحركة الإسلامية كابول؟
في المقابل، تبدو التحديات الدولية التي تواجه «العم سام» في تصاعد؛ فروسيا تستعيد شيئاً فشيئاً مجدها الإمبراطوري، بقيادة فلاديمير بوتين، الذي يبدو أنه باقٍ في سدة الحكم، ولو خارج الكرملين. والصين يبدو أنها في طريقها للهيمنة في الشرق الأقصى، بعدما أصبحت قوتها الاقتصادية على المستوى العالمي غير قابلة للتجاوز وإن لم تجد بعد طريقها إلى الترجمة السياسية. كذلك حال الهند التي تشق طريقها بثبات باتجاه التحول إلى قوة عظمى.
هذه بعض من عناوين متعددة، تسعى من خلالها «الأخبار»، بدءاً من اليوم وحتى انتهاء 2007، للإضاءة على أبرز الأحداث ـــــ الأزمات التي شهدها العام الجاري، محاولةً استشراف آفاقها، بانتظار انتهاء ولاية جورج بوش في نهاية عام 2008.
(الأخبار)