راجانا حمية
يا له من حظّ عاثر لرئيس الهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانيّة، سمير جعجع، الذي يحمله على القبول بأن يحتلّ عسكريّ آخر الكرسي الأوّل خلفاً للعماد إميل لحّود، وبأن يناصر الفلك حظوظ لحود في حالاتٍ عديدة.
أربعة فرّقتهم السياسة والخلافات، فجمعهم الفلك في قائمة المحظوظين لعام 2008، في خندقٍ واحد ينسف مفهومي الموالاة والمعارضة. لكن حتّى في القائمة الفلكيّة، لكلّ منهم امتياز. سرق مولود برج الجدي إميل لحّود معظمها. فهي بخلاف سنواته السابقة، تبشّره هذه السنة بطوالع فلكية قلّ نظيرها، تمنحه وعداً بالنصر والمكافأة.
أمّا مولود برج العقرب (جعجع)، فتحمل له هذه السنة أخباراً شخصية ومهنيّة وعائلية جميلة. فمن الناحية العاطفيّة، قد يفتح جعجع صفحة جديدة، فتتعدّد لقاءاته وتتنوّع، أو قد يعقُد تحالفاً يحمل له المشاكل، أو يحدث تحوّل جذري في إحدى صداقاته. لكن ما قد يتركه الحكيم هذا العام بعض من جماهيريّته لنظيره في الفلك العقربي ميشال سليمان، فقد يعرف الأخير نجاحاً جماهيرياً، إذ اختاره الحظ ليكون من أقرب المقرّبين له هذا العام.
ولرئيس المجلس النيابي نبيه برّي حصّة أيضاً، فالفلك يحتجز له بعضاً من الأحلام السعيدة بعد زمن من المعاناة، يتوصّل خلالها إلى مفترق حياتي مهمّ يحمل تفاؤلاً وتحسّناً في شتى المجالات. كما تكون له فيه فترات مناسبة لاتخاذ قراراتٍ مهمّة، يتوصّل من خلالها إلى تحقيق النجاح بمساعدة أشخاص مميزين ومدهشين يتحالفون معه.
وثمّة آخرون يتأرجحون بين الحظ المطلق و«ما بين بين». فميشال عون، مولود برج الدلو، قد يتوصّل إلى مركز أو موقع أو منصب يحلم به. وينعم بالحظ المطلق الذي يتجلى في المآزق لينقذه من ورطة، ويوفّر له الأرباح المفاجئة. أمّا عاطفيّاً، فيتأرجح الجنرال، كما الحكيم، بين البرودة والدفء.
رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري (مولود الحمل) ينتظره أيضاً حظّ جيد ينتصر فيه على بعض العوائق، شرط ألا يتحدّى الأنظمة والقوانين والسلطات. وشاء الفلك أن تكون لرئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط، حصّة «الأسد»، حيث يعده بتغييرات جذريّة وتجديد وانتقال إلى ضفافٍ أخرى. وتقدّم له هذه السنة الحماية المشروطة بالانضباط والصبر بعيداً عن المجازفات، كما أنّ الاستثمارات المجنونة ممنوعة عليه. وقد يواجه حلاً من مؤسسة يعمل فيها أو غياباً لبعض الشركاء، وضغوطاً من سلطات نافذة. ومن الناحية العاطفيّة، يبحث مولود الأسد عن الاستقرار الذي لا يتبلور قبل نهاية العام، ويحضّر لارتباط في عام 2009. يتحمس لأشخاص، ثم ينسحب ويعيش ارتباكاً وحنيناً إلى الماضي أو يندم على قرار.
أمّا مولود برج الجوزاء، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، فقد يترك كرسيّه مطلع العام المقبل لأنه «سيعرف تغييراً جذريّاً في المجال المهني»، وقد لا يكون مستحيلاً أن يقدّم استقالته من مهمّاته إثر ظروف استثنائيّة تعيد الحسابات وتقلّب بعض الأوضاع يرجع معها رئيس الحكومة إلى سابق عهده. إذ يتوقّع له الفلك عودة إلى الماضي، شرط التحرّر من هواجس قديمة ومحاذرة الإغراءات الواهمة. وبعيداً عن العمل، تعده الحياة الشخصيّة بدعمٍ من مواليد الدلو ينقذه فيها من مآزق وورطات، فمن يدري، قد تتغيّر العلاقات بين الجنرال ودولة الرئيس، وتعود الطريق سالكة بين الرابية وشارع «بلس» في الحمرا، أو هكذا نظنّ نحن قرّاء الأبراج.
يبقى ما تقوله ماغي فرح عن الوضع السياسي الحالي، من الناحية الإعلاميّة البحتة، وهو أنه لا رئيس في مطلع العام الحالي، على الأقل في الشهر الأوّل. وهي هنا تتكلّم بـ«واقعيّة»، لأنها «تعرف» أنه لا دخان أبيض قريباً، إذ إنّ المشكلة في النظام في حدّ ذاته وفي الدستور، لا في رئيسٍ محدود الصلاحيات. وهي تحلّل استناداً إلى خبرتها الإعلاميّة لا الفلكيّة أنه «قد تجري انتخابات مبكّرة تسبق الرئاسة، التي قد يحصل عليها خلاف مجدداً لأنّها لا تخدم بعض الأفرقاء ولا تؤدّي إلاّ إلى استمرار حكم ونظام تبيّن خللهما لهؤلاء».
وتنفرج أسارير فرح عندما تتحدّث عن برج الميزان. فبالإضافة إلى أنّها من مواليده، ثمّة آخرون يشاركونها إيّاه وتفرح بهذه المشاركة، ومنهم سليمان فرنجيّة الذي تجمعها به «طيبة القلب والشهامة والأخلاق»... كما «قول كلّ شيء بصراحة لأن اللي بقلبنا ع لسانّا».