شدّد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، على أن بلاده «تنظر بإيجابية إلى ما يؤدّي إلى السلام»، وذلك بعد لقائه مشرّعَين أميركيين، سبق أن زارا إسرائيل وأعلنا حمل رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إلى دمشق، حيث رفضا تأكيد ذلك، ونقلا عن مضيفهما السوري إشارته إلى أن «الديموقراطية الأميركية لا يمكن تطبيقها في لبنان».ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن الأسد قوله إن «سوريا تنظر بإيجابية إلى كل فعل يمكن أن يؤدي إلى السلام الحقيقي». وأضاف «في إطار هذه الرؤية، كانت مشاركة سوريا في مؤتمر أنابوليس، ولاعتقادها أن المواقف والأصوات التي تعالت أخيراً تجاه تحقيق السلام تشكل رصيداً لمناخ مؤات يساعد على دفع هذه العملية».
بدوره، رأى السيناتور الأميركي، الجمهوري أرلين سبكتر، بعد لقائه الأسد، أن «الوقت الآن مناسب لإمكان إنجاز اتفاقية سلام بين الإسرائيليين والسوريين، وعليهم مواصلة المحادثات عبر وسطاء»، مشدداً على أن «أساس أي اتفاق (سوري ـــــ إسرائيلي) هو عودة هضبة الجولان».
وأضاف سبكتر، لوكالة «أسوشيتد برس»، «عقدنا اجتماعاً بناءً جداً مع الرئيس السوري»، و«هناك إحساس بأن الأسد والرأي العام السوري جاهزان للسلام».
وقال سبكتر، في مؤتمر صحافي في مطار دمشق قبيل مغادرته، إن الولايات المتحدة لديها الإمكانية «لتجسير الفجوة» بين إسرائيل وسوريا، إلا أنه رفض تأكيد الأنباء عن نقله رسالة من أولمرت إلى الأسد.
وتطرق السيناتور الأميركي، في مؤتمره الصحافي، إلى الملفين اللبناني والفلسطيني، مشيراً إلى وجود «مشكلات مرتبطة بحماس (في الأراضي الفلسطينية) وبحزب الله (في لبنان)». وشدّد على أن سوريا «يمكنها المساعدة في هذين الملفين»، مشيراً إلى أن «الخطوة التالية ستكون مجيء الرئيس جورج بوش في غضون عشرة أيام إلى الشرق الأوسط وسيكون التركيز على المسار الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني، وعندما يكون الرئيس بوش هنا في المنطقة سيلمس ما هو المهم، وسيتعرف إلى مشاعر الناس».
وفي ما يتعلق بتعيين سفير أميركي في دمشق أو عودة السفيرة السابقة، قال سبكتر إن «الأمر يتعلق بما يحدث في لبنان، فعند اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري سُحِبت السفيرة الأميركية، والآن القرار للرئيس بوش، والرئيس ينظر إلى ما يحدث في لبنان. وعندما تتحسن الأمور ربما يعين السفير».
وفي سؤال لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» عما إذا كانت مباحثاتهما مع الأسد والمسؤولين السوريين تناولت الوضع في لبنان والعلاقات السورية ـــــ الأميركية، قال سبكتر «تحدثت مع الرئيس الأسد في هذا الموضوع، وأجاب بأن الديموقراطية الأميركية لا يمكن تطبيقها في لبنان والمنطقة، بل ينبغي أن يتم توافق بين الأطراف اللبنانية».
أما عضو مجلس النواب الديموقراطي باتريك كنيدي، الذي رافق سبكتر في زيارته، فقال إنه أجرى «حواراً حول الديموقراطية مع الأسد، الذي قال إن النموذج الديموقراطي الأميركي لا يعمل في الشرق الأوسط، وأعطى أمثلة لبنان والعراق». وأضاف «عندما سألت عن الديموقراطية في سوريا، أجاب الرئيس الأسد بأنها تأخذ وقتاً للتطبيق».
وكان سبكتر قد التقى، أول من أمس، وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وأعرب عن تفاؤله «بالوصول إلى حل سلمي لمشكلة الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن بوش هو الآن «في سنته الأخيرة، والوضع الداخلي في واشنطن صعب للغاية، لذلك أعتقد أن الرئيس بوش ربما يريد أن يستثمر الوقت في مسيرة السلام في الشرق الأوسط، وهذه فرصة عظيمة، ولقد عبرت لوزير الخارجية عن الفرصة الفريدة لاستغلال اهتمام الرئيس بوش في ذلك».
بدوره، شدّد المعلم على أهمية الحوار بين سوريا والولايات المتحدة على أساس الاحترام المتبادل لوجهات نظر الجانبين، مؤكداً على ضرورة التوصل إلى قواسم مشتركة تسهم في حل الأزمات القائمة في المنطقة.
كما أعرب المعلم عن حرص سوريا على إقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط وفقاً لقرارات مجلس الأمن ومبدأ الأرض مقابل السلام، وتصميمها على استرجاع أرضها المحتلة في الجولان السوري.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)