• موسكو للحريري: إقرار المحكمة حسب الأصول
  • بـــرّي: يريـــدون شـــلّ المعـــارضـة حتـى آذار
    علمت “الأخبار” من مصادر واسعة الاطلاع أن المحادثات السعودية الإيرانية لم تصل إلى نتيجة بعد، وأن تدخلات أميركية وفرنسية تهدّد بفرط تفاهمات أوّلية لم تصل بعد إلى مرحلة الاتفاق. وكشفت المصادر عن تطوّر وصفته بالخطير جداً من شأنه فتح الباب أمام تصعيد يدمّر البلاد، ويمنع أي اتفاق سياسي داخلي أو إقليمي.
    وقال الرئيس بري لـ“الأخبار” إنه تلقى معلومات مؤكدة عن نية رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس مغادرة عمله في حزيران المقبل وأنه سوف يقدم تقريراً تقنياً عن أعمال التحقيق دون أن يكون قد توصّل الى خلاصة نهائية أو إعداد قرار اتهامي وسوف يحيل الملف الى مدّعي العام المحكمة لكي يتابع التحقيق، وان إثارة هذا الأمر الآن تعني في رأي بري أن هناك من الدول الخارجية من لا يريد تحقيق التفاهم المبدئي الذي تم بين السعودية وإيران والذي أبلغه بفحواه السفيران السعودي والإيراني في بيروت، حول ترك أمر المحكمة لما بعد انتهاء التحقيق الدولي.
    وقال بري إن هناك من يريد إدخال لبنان مجدداً في لعبة تضييع الوقت، وإن فريق 14 آذار يتحدث الآن عن هدوء ويحض الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى على العودة سريعاً الى بيروت من أجل إدارة محادثات لا تستند الى أفكار قابلة لإنتاج حل سريع. وأوضح بري أنه تلقى اتصالاً من موسى أبلغه فيه نيته القدوم الى بيروت حوالى العاشر من هذا الشهر، وأن بري قال له إنه مرحب به في بلده ويمكنه المجيء ساعة يريد ولكن بحسب علمه ليس هناك أي تقدم في المحادثات الهادفة الى توفير حل للأزمة القائمة.
    وقال بري إن فريق 14 آذار يريد كسب الوقت لأجل امرين: الأول إشاعة مناخات هادئة وإعطاء انبطاع للعالم بأن الامور في لبنان تسير بشكل عادي وأن اعتراض فريق من اللبنانيين لا يؤثر على شيء، وذلك خشية أن يؤثر الخلاف السياسي الداخلي على نتائج مؤتمر باريس ــــــ3. كما انهم يريدون استخدام موسى لأجل إدارة حوار من دون طائل يستمر حتى نهاية شباط الحالي حتى إذا أتى آذار فتحت الدورة العادية للمجلس النيابي ما يعني أنهم سوف يأتون الى المجلس بغية إقرار المحكمة الدولية وما يريدون من مشاريع قوانين دون التوافق عليها مسبقاً.
    وقال بري إنه أبلغ من يهمه الأمر في لبنان وخارجه بأنه لا يعارض مبدأ الاجتماع والحوار مع أحد، لكنه يعرف أن الامور معقدة وأن من الخطير عقد اجتماعات من دون نتائج مضمونة. أما أن يحاول البعض تمرير الامور على قاعدة كسب الوقت وفرض إقرار ما أقرته حكومة السنيورة في المجلس فهو أمر لن يحصل، ولن يعرض على المجلس أي مشروع خاص بالمحكمة لا يحمل توقيع الرئيس إميل لحود ونقطة على السطر.
    ولفت بري الى أن ما سمعه من السفيرين السعودي والايراني كان مشجعاً وأن هناك قبولاً لتأليف حكومة من 19 وزيراً للموالاة و11 وزيراً للمعارضة وأن البحث في أمر المحكمة يمكن ربطه بنتائج التحقيق وان النقاش مستمر في الأمور الاخرى ومن بينها ملف الانتخابات النيابية والرئاسية. ولكن يبدو أن هناك ما عطل الامور وجعل الوضع معقداً للغاية، وإذا لم تتدارك الاطراف الخارجية الداعمة لفريق 14 آذار الموقف فسوف تتجه البلاد الى أمور سلبية للغاية.
    وعن استعدادات قوى السلطة للاحتفال بذكرى استشهاد الحريري قال بري: “من قال إن هذه الذكرى تخصّهم وحدهم، نعرف من هُمُ ولمن هُمُ ولمن تُمثَّل هذه الأدوار وليسمحوا لنا بها”. وقد طلب بري من قيادة حركة أمل في الجنوب إقامة مهرجان خطابي في المناسبة بحضور جميع فاعليات المنطقة، وسوف تكون له كلمة في المناسبة.
    موسى
    من جانبه أمل موسى معاودة وساطته. وقال إنه لم يُحدَّد موعد جديد لعودته الى بيروت بعد لكنه أمل وجود إمكان لاستئناف مبادرته الخاصة بحل الأزمة. وأشار الى أن موعد زيارته الى لبنان سيحدد بعد عودته من موسكو التي سيزورها الاسبوع المقبل. وعما إذا كانت هناك مؤشرات مشجعة على إنهاء الأزمة في لبنان، قال موسى «إذا لم يكن هناك مثل هذه المؤشرات يجب إيجاد مثل هذه المؤشرات المشجعة للخروج من الأزمة اللبنانية».
    الحريري وموسكو
    من جهة ثانية، تابعت مصادر سياسية ودبلوماسية الزيارة التي قام بها النائب سعد الحريري الى روسيا. وقالت المصادر إن الأخير طلب دعم موسكو لتمرير مشروع المحكمة في مجلس الأمن الدولي من دون موافقة المؤسسات الدستورية اللبنانية، لكن الجانب الروسي شدّد على وجوب إقرار هذا المشروع وفق الأطر الدستورية اللبنانية. وقال رئيس مجلس الأمن القومي الروسي إيغور إيفانوف للحريري إن موسكو لا يمكنها أن توافق على هذا الأمر لأنه سيؤدي الى تخريب لبنان والمنطقة ويشكل سابقة يمكن تكرارها في أي منطقة من العالم. وأضافت المصادر نفسها ان الحريري إزاء رفض الجانب الروسي طلبه، تمنى عليه أن يُصدِر على الأقل بياناً يؤكد فيه دعمه لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة فكان الرد أن موسكو لا تدعم إلا حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها كل الأطياف السياسية اللبنانية.
    وأشارت المصادر الى أن موسكو نصحت الحريري بوجوب ترتيب العلاقة مع سوريا، مبدية استعدادها للعب دور إيجابي في هذا الصدد، وان في إمكانها الاضطلاع بوساطة لهذه الغاية بشرط عدم إطلاق النار عليها من الخلف بتصرفات وتصريحات في بيروت. وأكدت أن فريق السلطة لا يستطيع أن يصل الى حل للمشكلة ما دام يعادي سوريا.
    وكشفت المصادر أن الحريري نقل رغبة سعودية في أن يحصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارته الى المنطقة بالسعودية فقط، وألا يزور قطر في الوقت نفسه وهو الأمر الذي اعتذرت عنه موسكو، التي تدرس رداً مشابهاً على الطلب نفسه يحمله هذه المرة رئيس مجلس الأمن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطان.