بنـدر في باريـس وموفـد لموسـى في بيـروت ونقـاش في شـأن طريقـة الاحتفـال بذكـرى الحريـري
استقبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس الأمين العام لمجلس الأمن القومي السعودي بندر بن سلطان وتطرّقا «بشكل خاص الى أبرز المواضيع الإقليمية في الشرق الأوسط». ومنها الوضع في لبنان حيث يعتقد أن البحث تركز على ما له صلة بالأزمة الحكومية والسياسية القائمة وما يتصل منها بالبعد الخارجي. فيما لم يتأكد بعد ما إذا كان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى سيزور بيروت في الثامن من هذا الشهر أم يؤخر زيارته الى ما بعد الرابع عشر من شباط الجاري حيث تضاربت المعلومات عن شكل احتفال فريق السلطة بمناسبة مرور عامين على اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وتلقّى الرئيس نبيه بري أمس اتصالاً من موسى الذي يتوجّه اليوم الى موسكو، واتفقا على الاستمرار في التواصل حتى إذا طرأ ما يشجع على التوصل الى حل للأزمة بين السلطة والمعارضة يستعجل موسى عودته. وهو الذي أوفد أمس الى بيروت مساعده هشام يوسف الذي باشر اتصالات استطلاعية، وهو سيلتقي الرئيس فؤاد السنيورة والنائب علي حسن خليل وممثلين عن حزب الله والتيار الوطني الحر.
وإذ تأكد فشل محاولات عدة قام بها قادة في فريق السلطة لجمع بري والسنيورة قال السفير السعودي عبد العزيز خوجة لـ“الأخبار”: “إن الجمود سيد الموقف ولم يطرأ اي جديد على الوضع الراهن” مشيراً الى أنه لم يتصل بأحد خلال الساعات الـ24 الماضية.
إلّا أن الرئيس بري أكد أمام زواره أمس “أن الإشكالات الحاصلة في لبنان مردها إلى أن بعض المسؤولين يستجدي الحلول من الخارج بدلاً من أن يتفهّم الداخل، وهؤلاء دائماً يتظاهرون بمظهر الحرص على الداخل فقط من أجل استثماره في الخارج”.
وقيل إن بري تلقّى أمس بعض الإشارات من أجواء فريق السلطة تقلّل من سلبية تهجمه عليه، وتؤكد أن هذا الفريق “ليس في وارد فتح معركة ضده”، وهو ردّد أمام زواره أنه من الآن فصاعداً لن يتردد في الرد شخصياً على كل من يتعرض له، مشيراً إلى أنه سكت طويلاً عن كل الإساءات التي تعرض لها حفاظاً منه على البلاد. وأكد بري أنه لم يخطئ عندما قال إن الرئيس رفيق الحريري هو لكل لبنان، وإن ما قاله عن المحكمة الدولية لم يكن من عنده بل تبلّغه من بعض السفراء الذين أكدوا له أن تأجيل إقرار المحكمة الى ما بعد انتهاء التحقيق هو من الأفكار المطروحة في الاتصالات الجارية لمعالجة الأزمة.
وأبدى بري الاستياء الشديد من مراسلة السنيورة الأمم المتحدة في 8 و30 و31 من كانون الثاني الماضي مطالباً بإقرار المحكمة تحت الفصل السابع بذريعة أن إقرارها في المؤسسات الدستورية اللبنانية متعذر لأن رئيس مجلس النواب يعطّل المجلس.
ورأى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، أمس “أن ما كُشف عنه من رسالة لرئيس الحكومة اللادستورية التي يطلب فيها إقرار نظام المحكمة ذات الطابع الدولي تحت الفصل السابع، هو تجاوز لرئيس المجلس النيابي ولرئيس الجمهورية”، لافتاً الى أن هذا الأمر “لا يقلقنا ولا يخيفنا على الإطلاق لأن الفصل السابع لن يكون أصعب من الفصل الإسرائيلي في حرب تموز الماضي الذي أفشله اللبنانيون”.
وتوقف رعد عند كلام وزير الخارجية الفرنسية في شأن رفضه إعطاء المعارضة الثلث المعطل، قائلاً: “من أنت حتى ترفض وما علاقتك بالوضع اللبناني”، مشيراً الى “أن الفريق الحاكم يقول لا يجوز أن يتدخل أحد من الخارج في الوضع الداخلي اللبناني بينما هم يتلقون التعليمات ويلتزمونها ويستمدون الدعم من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا”.
من جانبه توجه العماد ميشال عون أمس الى “المسؤولين الحاليين في الحكومة” قائلاً: “في لبنان شرعة حكم، من لا يُرد أن يحترمها فليترك الحكم تفادياً للفتنة التي لا تأتي من طرف واحد، ومن يخرق الدستور يخرق القواعد القانونية أيضاً، وأتمنى عليهم أن يقلعوا عن هذا الأسلوب، وأن يحترموا الدستور اللبناني، فهذه هي الشرعة التي توافق اللبنانيون ليحكموا لبنان من خلالها”.
سيناريوهات 14 شباط
وقبل ثمانية أيام على الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس الحريري ما زالت الاتصالات جارية لتحديد شكل ومضمون التحرك الذي تنوي القيام به قوى 14 آذار، وسط تعدد الاقتراحات التي لم تحسم بعد، ووسط أجواء سادت أوساطها بأن عليها البحث عن صيغة تأخذ في الاعتبار استمرار الاعتصام المفتوح في الساحتين دون أي تعديل على انتشار الخيم فيهما.
وفي معلومات “الأخبار” أن لجنة المتابعة ستجتمع مطلع هذا الأسبوع لمناقشة بعض السيناريوهات المطروحة، ومنها اقتراح الدعوة الى اعتباره “يوم عمل أكثر من عادي” كما يقترح أحد الأطراف المسيحيين في اللجنة، رداً على سلسلة التحركات التي تقوم بها المعارضة ودعواتها المتكررة الى الإضراب والتظاهر وتعطيل البلد بما فيه الوسط التجاري من خلال الاعتصام المفتوح في ساحتي رياض الصلح والشهداء.
ويناقش المجتمعون اقتراحاً آخر يدعمه الحزب التقدمي الاشتراكي بالدعوة الى تظاهرة كبرى يستذكرون بها التحركات السابقة في حجمها ومضمون الخطابات للأقطاب الأربعة فيها النائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط والرئيس أمين الجميل وسمير جعجع. وثمة اقتراح ثالث يقول بالتجمع على مستوى “قادة النخبة” في أحزاب هذه القوى في مكان التفجير والانطلاق في مسيرة صامتة الى الضريح وقراءة الفاتحة.