غزة ــ الأخبار
استغلّت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الانغماس الفلسطيني في الاقتتال الداخلي للمس بالحرم القدسي، عبر التحضير لهدم الطريق المؤدي إلى باب المغاربة، معتمدة في الوقت نفسه سياسة تحييد نفسها عن الصراع الفلسطيني، خشية تحوّل البندقية إليها، من دون أن توقف تحضيراتها لشن عدوان على غزة في حال حصول ذلك (التفاصيل).
لكن يبدو أن المخطط الإسرائيلي قد يكون عامل صحوة فلسطينية، ولا سيما مع الهبّة الجماهيرية التي تدفقت على القدس المحتلة، رغم إجراءات الاحتلال التي حوّلت المدينة إلى ثكنة عسكرية، ودعوة رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل إلى قيام حركة شعبية متواصلة دفاعاً عن المسجد الأقصى، محذراً إسرائيل من مغبة المساس به.
في هذا الوقت، تتجه الأنظار نحو مكة، التي تجمع غداً كلاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية، إضافة إلى مشعل الذي شدّد، في مؤتمر صحافي عقده في دمشق أمس، على أن الحوار هو السبيل الوحيد لمعالجة الخلافات السياسية وتعزيز الوحدة الوطنية. وقال “ليس أمامنا إلا أن ننجح. الفشل ممنوع على الإطلاق”، واصفاً المواجهات الداخلية بأنها “استثناء خارج عن القاعدة”.
وساد هدوء حذر خلال اليومين الماضيين قطاع غزة أدى إلى شل الحياة فيه، بعدما اختار أهله التزام منازلهم، خوفاً من تفجّر الاشتباكات على نطاق واسع، مع سقوط قتيل جديد ووفاة اثنين متأثرين بجروح أصيبا بها خلال الأيام الماضية.