توتر الوضع على الحدود الجنوبية للمرة الأولى منذ توقف العدوان الإسرائيلي على لبنان في 15 آب الماضي. وأدى اشتباك محدود بين وحدة من الجيش اللبناني وقوات إسرائيلية حاولت التقدم داخل الاراضي اللبنانية الى استنفار كبير في المنطقة، بعد إصابة جرافة إسرائيلية وملالة للجيش اللبناني.وذكرت مصادر أمنية لـ«الأخبار» أن الجيش طلب من القوات الدولية منذ ساعات الصباح الباكر منع القوات الإسرائيلية من العمل في منطقة متنازع عليها بانتظار قيام لجنة مشتركة اليوم بالتثبت من الخط الحدودي. وأرفقت هذا الطلب بتحذير من أن الجيش يسوف يطلق النار على الجيش الإسرائيلي. لكن قوات الاحتلال رفضت الطلب وأرسلت جرافة من نوع D9 الى المنطقة وتقدمت عشرات الأمتار داخل الاراضي اللبنانية فعمد الجيش اللبناني الى إطلاق النار من رشاشات متوسطة من عيار 12.7 ملم فرد الإسرائيليون بإطلاق قذائف من دبابات باتجاه وحدة الجيش اللبناني. وأصابت إحدى القذائف ملالة تابعة للجيش من نوع أم 113 ولم يكن في داخلها أحد.
وفي وقت لاحق أبلغ الجيش القوات الدولية أنه لن يتردّد في تكثيف إطلاق النار باتجاه الاسرائيليين الذين عمدوا سريعاً الى الانسحاب مبتعدين عن المنطقة، بينما انتشرت وحدة من القوات الدولية في المنطقة.
وأبدت مصادر رسمية لبنانية أسفها لأن القوات الدولية لم تقم بالدور المفترض بها وفق القرار 1701 ولم تعمل على منع الخرق الإسرائيلي بل التزمت موقف المتفرج، الأمر الذي يطرح تساؤلات كبيرة عن دورها في المنطقة.
أما المقاومة الاسلامية التي لم تتدخل في الاشتباك بانتظار قرار الجيش اللبناني، فقد علم أنها رفعت مستوى الجهوزية في صفوف وحداتها في كل المنطقة الحدودية.
وهذا هو الاشتباك الأول بين الجيش اللبناني والقوات الاسرائيلية منذ انتهاء عدوان تموز، والخرق الاسرائيلي الاكبر للأراضي اللبنانية وللقرار 1701. وهو الحادث الأول الذي يواجه القائد الجديد للقوة الدولية الجنرال الإيطالي كلاوديو غراسيانو الذي «تراهن إسرائيل على قيامه بدور كابح لأعدائها في لبنان».