توزعت اهتمامات الوسط السياسي أمس بمتابعة الاتفاق الفلسطيني الفلسطيني في مكة، ومدى انعكاس ذلك على الجهود الآيلة الى اتفاق لبناني لبناني، وبين متابعة التطورات الجنوبية حيث جرت اتصالات واسعة محلياً ودولياً لاحتواء التوتر الذي نشأ بعد تصدي الجيش اللبناني لخرق إسرائيلي قرب مارون الراس.وذكر مصدر دبلوماسي عربي لـ«الأخبار» أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى يواصل مشاوراته قبل أن يحدد موعداً لقدومه الى بيروت، فيما واصل الرئيس نبيه بري والسفيران السعودي والإيراني العمل على مشروع تسوية لم تتضح معالمه بعد. وقد أكد المصدر الدبلوماسي أنه يقوم على فكرة «التوازن والتوازي بين ملفي المحكمة الدولية والحكومة الجديدة»، وأن موسى بصدد القيام بخطوات جدية وكبيرة خلال الفترة القريبة المقبلة.
وإذ كشفت مصادر مطلعة عن استعدادات لإقامة احتفال شعبي كبير في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري. فقد أعلنت الحكومة التي اجتمعت برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة اعتبار 14 شباط «يوم حداد وطنياً»، بينما حضّ الرئيس إميل لحود الجميع على ضرورة تأليف حكومة وحدة وطنية جديدة تسهر على إجراء انتخابات نيابية جديدة تمهّد للانتخابات الرئاسية التي يجب أن تتم في موعدها الدستوري. وأكد أن «في الدستور ما يكفي من المخارج التي تمكّن رئيس الجمهورية من تحمّل مسؤولياته في المحافظة على وحدة الوطن أرضاً وشعباً ومؤسسات، وضمان استمرارية الشرعية الدستورية».
على صعيد الوضع الجنوبي، يعقد في الناقورة غداً اجتماع بين الجيش اللبناني وقيادة القوة الدولية للبحث في الخروق الإسرائيلية المتمادية للخط الأزرق الحدودي، وما جرى أمس الأول من مواجهة بين الجيش اللبناني وقوات الاحتلال. وعلمت “الأخبار” أن الجيش سيطلب من قيادة القوة الدولية عدم تغيير أي نقطة على الخط الأزرق من الآن وصاعداً، لأنه لا يحق لها التصرف بهذا الأمر مع إسرائيل بمعزل عن الطرف اللبناني، وأي تغيير في الخط المتفق عليه منذ عام 2000 يحتاج الى قرار من الأمم المتحدة. وقد استفسرت قيادة الجيش عن حقيقة وجود موافقة من الحكومة على تغيير بعض النقاط على الخط الأزرق في بلدة عيترون، حسبما تبلغت من القوة الصينية. لكنها قررت أن تتصدى لأي تغيير جديد يمكن أن يحصل على أساس أن لا موافقة حكومية لبنانية عليه.
وربطت أوساط سياسية بين الخروق الإسرائيلية المتمادية للخط الأزرق ومعلومات وردت إلى مراجع سياسية وأمنية تحدثت عن وجود مخطط لاستدراج الجيش الى الجنوب بغية التخفيف من قدرته على ضبط الوضع الأمني الداخلي بما يفسح المجال للقيام بأعمال تخريب في الداخل، وإبعاد الجيش عن دوره الضامن لمنع حصول فتنة داخلية، وإن الهدف من الخروق وتوسيعها دفع الجيش الى التفرغ للأمر جنوباً فقط، وفي حال تمنعه عن ذلك فإن حصول مواجهة جديدة بين العدو والمقاومة سيبدو كأنه خرق لبناني للقرار 1701، ما يفتح الباب أمام نقاش مستجد هدفه إنشاء منطقة عازلة على الحدود بعرض يبلغ مئات الأمتار.
وفي سياق غير بعيد، أوقفت الأجهزة الأمنية وإدارة الجمارك أمس شاحنة كبيرة محملة بالذخائر لدى وصولها الى قرب مستديرة الصياد في الحازمية. وأعلن حزب الله في وقت لاحق أنها تعود الى المقاومة وأنها تحوي ذخائر، وكانت تنقل من مخازن المقاومة في البقاع الى الجنوب. وطالب الحكومة بالإفراج عنها. لكن وزير الدفاع الياس المر أعلن مساء أمس أنه تقرر تحويلها الى عتاد الجيش اللبناني المنتشر جنوباً. وأكد أنها ليست آتية من سوريا.