أعادت الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري أمس الحديث الدولي بقوة عن المحكمة ذات الطابع الدولي، وهو ما جدد الرئيسان الأميركي جورج بوش والفرنسي جاك شيراك التذكير فيه، مع دعوات إلى تجاوز الخلافات.وقال بوش، في بيان أصدره مكتبه الإعلامي، “إن الولايات المتحدة تنضم إلى الشعب اللبناني في المطالبة بالحقيقة التي تقف خلف اغتيال الرئيس الحريري وتدعو إلى إنشاء المحكمة الخاصة لمحاكمة الذين اغتالوا الحريري وآخرين ممن وقفوا إلى جانب سيادة لبنان واستقلاله”.
أما مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ولش فأعرب من جهته، لـ“الأخبار”، عن ثقته بـ«قدرة اللبنانيين على تخطي الصعاب الحالية»، مضيفاً “علينا تحذير من تسوّل لهم أنفسهم التدخل في الشؤون اللبنانية».
وفي باريس، استهل جاك شيراك الجلسة الأسبوعية لحكومته بكلمة بمناسبة ذكرى اغتيال الحريري، ووصف هذا اليوم بأنه «حزين». وقال إن الحريري «يمثّل نضال لبنان من أجل السيادة والاستقلال والديموقراطية».
كما دعا شيراك إلى «وحدة القوى السياسية وجميع الطوائف من أجل أن ينهض لبنان». وأنهى كلامه قائلاً «إن قيام العدالة بعملها وعدم إفلات أي كان من العقاب يضعان حداً لدورة العنف».
ولمناسبة الذكرى نفسها، أعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، في بيان له، عن أمله أن يستعيد لبنان وحدة الصف وأن يوفق العرب في جهودهم الجماعية لضمان سلامته وأمنه.
واستذكر موسى مآثر الحريري، الذي قال إنه “أمضى سنوات عمره السياسي سائراً على درب رفعة لبنان غير ملتفت إلى أي تضحيات أو أخطار، وترك لكل العرب نموذجاً ثرياً للبناء والعمل الجاد والتفاني والتسامي فوق الخلافات”.
أما وزير الخارجية السعودية، الأمير سعود الفيصل، فدعا من جهته اللبنانيين إلى ضرورة “تغليب المصلحة الوطنية للحفاظ على أمن لبنان ووحدته”.
وفي نيويورك، شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على رغبة المنظمة الدولية في مساعدة لبنان لكشف الحقيقة في عملية الاغتيال وإحالة مرتكبيها على العدالة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما أمس أن إيطاليا “تشعر بقربها الشديد” من الشعب اللبناني في ذكرى اغتيال الحريري “وتتذكر معهم رجلاً سياسياً فقد حياته في جريمة مروعة نتوقع أن يُلقى الضوء على ملابساتها”، وتتمنّى أن يتوقف “كل شكل من أشكال العنف”.
(الأخبار)